عنوان الفتوى : مرائي النبي في نومه
ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلق برؤيته لربه في المنام على هيئة شاب أمرد, وقد شُرِح الحديث في هذا الرابط: (http://www.dorar.net/art/483) ولدي سؤال بناء على القول الثاني, وهو: "وكلُّ من صحح الحديث أثبت أنه رؤيا منام لا رؤية عين؛ لذلك فلا إشكال, ولا مطعن لأهل الأهواء فيه" ولكن أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى الأمور على حقيقتها وهو نائم؟ أي: أنه يرى رؤيا وليس حلمًا؛ ومن ثَمَّ يرى الأمور على حقيقتها, فهل هذا يعني – وأعتذر عن هذه الكلمة - أن الله في الحقيقة شاب أمرد, علمًا أني أعرف أن هنالك جمعًا من العلماء قالوا: "هذا الحديث منكر" ولكن بعضهم قال: إنه رؤيا, فأفيدونا, وشكرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم بيان نكارة هذا الحديث في الفتوى رقم: 45674, والفتوى رقم: 137809.
وأما عن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم فقد يرى الشيء, ويكون له تأويل يعبر ويفسر به - كما تفسر المرائي - كما يدل له الحديث: ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفًا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد, ثم هززته بأخرى، فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين, ورأيت فيها بقرًا، والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله من الخير، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر. أخرجه البخاري ومسلم.
والله أعلم.