عنوان الفتوى : البلاء خير للمؤمن والرضا مطلوب على سبيل الاستحباب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

إذا ابتلى الله - عز وجل - الإنسان ابتلاء يخل في دينه - كابتلاء يجعلك تنشغل في الصلاة, أو يقلل من عملك للخير - فهل هذا ابتلاء جيد أم سيء؟ وهل هو بسبب ذنب أم ماذا؟ وهل الرضا مطلوب في هذا الحال؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كل ما يبتلى به المؤمن هو خير له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبًا لأمر المؤمن: إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له. رواه مسلم.

وبفضل الله ليس هناك بلاء - سوى الذنوب والمعاصي - يخل بدين العبد المؤمن، وأما البلاء الذي يضعف العبد به عن أعمال الخير: فإن الله - بكرمه - يكتب له أجر عمله حال عافيته, كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا. أخرجه البخاري.

ولا ريب في أن البلاء قد يكون بسبب الذنوب والخطايا، كما قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وراجع الفتوى رقم: 25874، فقد بينا فيها بشيء من التفصيل أسباب البلاء. 

والرضا بقضاء الله مأمور به مع كل مصيبة، لكنه مندوب مستحب، وليس بواجب، قال ابن القيم: ومن منازل {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5] منزلة الرضا، وقد أجمع العلماء على أنه مستحب، مؤكد استحبابه, واختلفوا في وجوبه على قولين، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يحكيهما على قولين لأصحاب أحمد, وكان يذهب إلى القول باستحبابه, قال: ولم يجئ الأمر به، كما جاء الأمر بالصبر, وإنما جاء الثناء على أصحابه ومدحهم. اهـ.

والرضا بقضاء الله لا ينافي فعل الأسباب المأذون فيها لرفع البلاء, كالتداوي حال المرض, وراجع للفائدة الفتويين التاليتين: 94659 - 114953.

والله أعلم.