عنوان الفتوى : حكم عمل مجسم امرأة لتوضيح شكل موديلات الملابس
أنا أعمل في مجال تصميم الأزياء النسائية, وقد قادتني الصدفة إلى موقعكم, وأعجبت به لما يحتويه من فتاوى لا تخطر على البال, ومنها ما لفت نظري, وشغل بالي, وهي فتاوى الرسم, فأنا أقوم برسم مجسم فتاة - نظرًا لطبيعة عملي - وأقوم برسم الملابس فوقه, وحسب ما فهمت أن هذا حرام, وأن صاحبه سيحشر بالنار, فإن كنت لا أرسم التفاصيل, بل أرسم لأوضح للزبونة شكل (الموديل) الذي أرسمه, فما العمل؟ فهو عملي ولا أجيد غيره, فهل من المنطق أو الطبيعي أن أترك عملي وأظل في البيت؟ وهل الله يرضى بهذا؟ لا شك أن أسئلتي غريبة ومشوشة, ولكني – واللهِ - تضايقت كثيرًا عندما قرأت هذه المعلومة, ولنفترض أني لم أكن أعلم - عندما امتهنت مهنتي منذ سنين – عن هذه الفتوى, أي أني لم أكن أقصد الخطأ, فأفتوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسائل ـ كما ذكر ـ لا يرسم رسمًا مفصلًا، بل يكتفي برسم نموذج للبدن، وظاهر هذا أن ما يرسمه يكون خاليًا من رسم الرأس، أو على الأقل لا يحتوي على تفاصيله من العين والأنف والفم، وإذا كان كذلك فلا حرج في رسم بدن بدون رأس، فإن الصورة بالأساس إنما تعرف بالرأس، ولهذا جاء في الحديث: الصورة الرأس, فإذا قطع الرأس فلا صورة. رواه الإسماعيلي, وصححه الألباني, وروي هذا المعنى عن عدد من الصحابة والتابعين.
فإذا قطع الرأس أو طمست معالم الوجه فنرجو أن لا بأس في رسمها، وخلو الوجه من العين والأنف والفم يعد طمسًا للصورة, كما سبق التنبيه عليه في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 136256، 118104، 141193.
وهنا ننبه السائل على أمر مهم، وهو أن مهنته هذه تتطلب لجوازها مراعاة جانبين:
الأول: ما يتعلق بالتعامل مع النساء من الضوابط الشرعية، وراجع فيه الفتويين: 14229، 32726.
والثاني: ما يتعلق بالملابس نفسها، وراجع فيه الفتويين: 41658، 37433.
والله أعلم.