عنوان الفتوى : الزواج أم الصبر حتى تتحسن الحالة المادية؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب عمري 23 سنة من مصر, وأعمل عملًا محدودًا, وزميلتي في العمل أكبر مني, وهي بنت محترمة جدًّا, وأود أن أقوم بخطبتها, ولم تحدث أي علاقة بيننا سوى الزمالة فقط, ولكننا متفاهمون, والمشكلة أن مرتبي محدود, ولا يكفي لمستلزمات الحياة, مع العلم أن لديّ شقة أستطيع أن أسكن فيها, وأنا أنتظر الآن عقد عمل أفضل, فأنا لا أعلم هل الأفضل أن أتقدم للخطبة خوفًا أن يتقدم أحد لخطبتها قبلي أم أصبر حتى يتحسن الوضع؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبهك أولًا إلى أنّ ما يقع من تعارف تحت مسمى الصداقة والزمالة في العمل ونحوه، كل ذلك لا يقره الشرع، وانظر الفتوى رقم: 1769.

وأما بخصوص رغبتك في الزواج منها: فالذي ننصحك به أن تبادر بالزواج ما دمت قادرًا على مؤنته، قال ابن قدامة - رحمه الله -: وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين القادر على الإنفاق والعاجز عنه, وقال: ينبغي للرجل أن يتزوج, فإن كان عنده ما ينفق أنفق, وإن لم يكن عنده صبر, ولو تزوج بِشْرٌ كان قد تم أمره, واحتج بأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصبح وما عنده شيء, ويمسي وما عنده شيء, وإن النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلًا لم يقدر إلا على خاتم حديد, ولا وجد إلا إزاره, ولم يكن له رداء, أخرجه البخاري. قال أحمد في رجل قليل الكسب يضعف قلبه عن العيال: الله يرزقهم, التزويج أحصن له, ربما أتى عليه وقت لا يملك قلبه فيه, وهذا في حق من يمكنه التزويج, فأما من لا يمكنه فقد قال الله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }{النور:33}.

والله أعلم.