عنوان الفتوى : حكم أخذ الولد مستحقاته من أبيه دون علمه
نحن أخوان, كنا نعمل مع والدنا في محلاته التجارية, وفي يوم من الأيام اجتمع والدنا بنا, وأخبرنا بأنه قرر أن يخصص لنا راتبًا شهريًا لكل واحد منا, وطرح علينا خيارات: أولها: من أراد أخذ راتبه كاملًا فليأخذه, ومن أراد أن يأخذ جزءًا منه ويترك الباقي معه فسوف يحفظها, ويدخرها له إلى أن يحتاجها في أي وقت, فقرر أخي الكبير أن يأخذ راتبة كاملًا, وقررت أنا أن آخذ جزءًا منه, وأن أترك الباقي مع والدي ليحفظه لي, وبعد مرور سنتين تقريبًا لا ندري ما الذي حصل لوالدنا تجاهنا, فقد تزوج على والدتنا, وقام بتطليقها, وطرد إخوتنا الكبار وطرد أخي الذي يكبرني سنًا من البيت, فخفت على مستقبلي, وعلمت أن الدور سيصل إليّ؛ حيث إن والدنا أصبح غير طبيعي, وكنت مسؤولًا عن أحد المحلات التجارية فعلمت أنني لو طلبت منه أن يعطيني ما تبقى من رواتبي فلن يوافق, فقمت بأخذ باقي رواتبي من المحل الذي أنا مسئول عنه دون علم والدي, وحصل ما كنت أخشاه وقام والدي بطردي من البيت والمحل دون أي أسباب, وهو لا يعلم أنني أخذت باقي رواتبي, ونحن مطرودون منذ ثلاث سنين, وهو لا يعطينا شيئًا, علمًا أن حالتنا المادية ضعيفة, فهل كان جائزًا لي أن آخذ ما تبقى من رواتبي دون علم والدي أم أنه حرام؟جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأخذك لهذه المبالغ من مال أبيك دون إذنه - وهو لم يجحدك بعد حقك, ولم يمتنع من دفعه إليك - لم يكن جائزًا، فاستغفر الله تعالى من ذلك؛ لكن لا يلزمك رد ما أخذته إن كان بقدر حقك الواجب في ذمته, من باب المقاصة بين الحقوق, كما بينا في الفتويين رقم: 183259 - 101308.
وننبهك على أن ما ذكرته عن أبيك لا يسقط بره, فينصح بحكمة وموعظة حسنة إن أساء, وعليكم صلته, وبره بالمعروف.
والله أعلم.