عنوان الفتوى : الاتهام بارتكاب الفاحشة أمره خطير

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا طالب خلوة, وقد علمت في الأيام الأخيرة الماضية أن أحد الشيوخ يزني مع أحد أصحابي – لواط - وعندي شهود على ذلك يؤكدون الخبر, وأنا – بصراحة - كنت أحد الشهود على بعض المواقف, ولكني لم أعلم أنه يقصد الزنا, وهو أستاذ دين في مدرسة بجانبنا, وأخبرني أصحابي أنه يمسك أيادي المعلمات والطالبات, ويبدأ بالمسح عليهن بنعومة, وأنا عندي الجرأة لأقولها للشيخ الآخر, وعندي شهود عيان من أصحابي, مع العلم أن الخلوة فيها ثلاث مشايخ, أحدهم الذي تروى عليه القصة, والآخر أخوه ومحفظه, والثالث الذي أريد أن أعلمه بالخبر, ولكن العقبة الوحيدة هي ما يحدث للشيخ عندما أخبره بذلك, وخاصة أن أحد أصحابي رأى في منامه أني أخبرت الشيخ وكانت ردة الفعل أن رمى جواله بقوة على الأرض وثار, وكذبنا, ثم حلفنا حتى أمر طلاب الخلوة بأن يأتوا, ثم جلد كل واحد 20 جلدة إلا من رحم ربي, وبعدها كلم الشيخ - أخا الزاني – وحدثه, ثم ذهب إلى أخيه وصفعه على وجهه, وقال: اجلدوه 100 جلدة هو ومن زنا معه, ثم فتش الجوالات وصفحات الفيس, مع العلم أن أحد أصحابي يزني مع ابنة صاحب أبيه, ومع ابنة جارهم, وعندي شهود, فهل أخبره أيضًا بهذا؟ وأخو الشيخ الذي أود أن أخبره عنده صفحة على الفيسبوك, وعنده أربع بنات: واحدة منهن ترسل له صورا عارية - والعياذ بالله - وعندي في هذه شهود, فساعدوني من فضلكم؛ لأني في حيرة كبيرة.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

  فنود أن نلفت نظرك أولًا إلى خطورة الكلام في الأعراض, وخاصة فيما يتعلق بارتكاب الفواحش؛ ولذلك شدد الشرع في ذلك أعظم تشديد، ووضع قيودًا ثقيلة في إثبات وقوع الفاحشة، ومن ذلك أن يشهد أربعة شهود رجال يشهد كل واحد بعينه مبينًا تيقن وقوعه دون لبس، قال القرطبي: حكم شهادة الأربعة أن تكون على معاينة, يرون ذلك كالمرود في المكحلة. اهـ. وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 57860. وإذا نكل أحد الشهود الأربعة أو خالف في شهادته استحق البقية حد القذف، وراجع فيه الفتوى رقم: 17640. فالأمر إذن ليس بالهين؛ حتى يبنى على مجرد القيل والقال، وخاصة إن تعلق الأمر بشيخ يقرئ القرآن.

  والتوجيه النبوي واضح فيمن رأى شخصًا يأتي منكرًا، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان. هذا هو أدب الشرع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وهو أن يوجه النصح إلى صاحب المنكر بالحسنى, وبقصد الإصلاح، وما عليه أن يرضى هذا المنصوح أو لا يرضى, فإن تاب وأناب وانتهى عن مثل تلك التصرفات السيئة فذاك, وإلا فيمكن أن يهدده بإخبار الجهات المسئولة عن المؤسسة المعينة، وإن تطلب الأمر أن يخبرهم فليخبرهم, ولكن من غير أن يصرح بأمر الفاحشة, هذا هو النهج الصحيح، وأما أن يتم تناقل الكلام أو التفكه به، أو إشاعة الشائعات فهذا أمر خطير، يربي فيه طلاب القرآن أنفسهم على ما يناقض منهج القرآن.

  وأخيرًا: ننصحكم بالاهتمام بالهدف النبيل الذي جئتم من أجله, وهو حفظ كتاب الله تعالى، وهو الطريق إلى لبس تاج الوقار، والكرامة عند الوقوف بين يدي العزيز الغفار، وليظهر فيكم أدب القرآن، وأخلاق حملته, وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر, ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 66013.

 والله أعلم.