عنوان الفتوى : لا بقاء لمسلمة في عصمة مثل هذا المرتد

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا في حاجة ماسَّة وسريعة لمساعدتكم - جزاكم الله خيرًا - فزوجي في الستين من العمر, وعندما أتى من أوروبا ليخطبني قبل سنتين كان معه إخوته الذين أقنعوه بضرورة الزواج حتى ولو كان متأخرًا, وأهلي وافقوا عليه لأنني في أواخر الثلاثينات من عمري, ولا بد من الزواج, وعندما كان عندنا لم أتمكن من معرفة كل تفاصيل حياته, كما بدأت تظهر لاحقًا, وبعدما عاد إلى أوروبا ندم على قراره, وبدأت مشاكلي, وعندما وصلت إلى منزله فرض عليّ أن أنزع حجابي, ووافقته - بكل أسف - على أمل أن الوقت سيغيره, ثم بدأت تتكشف لي مصائب من زوجي؛ جعلتني أقضي وقتي في البكاء والحسرة, وعرفت بعد وصولي أنه يشرب الخمر - والعياذ بالله - وأكثر من ذلك أنه يسب الدين, ويقول كلامًا بذيئًا - يا ليتني لم أسمعه عن رب العزة - وكلما حاولت أن أقول له: لا تقل هذا, زاد في كلامه, ثم تطور الأمر إلى أن قال: إنه لا يبالي بوجودي معه أصلًا, ويمكنني أن أغادر إن شئت, وأصبحنا ننام كل في غرفة, واللهِ الذي لا إله إلا هو إني لا أعرف لماذا يتصرف معي هكذا, وأكثر من ذلك أني أصلي بالسر, ويغضب مني إذا علم أني أهتم بديني, أما السبب الذي ضيق وسود عليّ الدنيا أنه قال لي: إنه ملحد, وإن العلم هو أساس كل شيء, وليس ما نقوله عن الدين, أضف إلى ذلك أنه لا يريد أن ينجب أولادًا أبدًا, ويفرض عليّ أن أعمل في محل للقهوة والعصائر بحجة أن من يعيش هناك يجب أن يعمل, ومن ثم يأخذ مني المال الذي أتقاضاه, والله على ما أقول شهيد, وقد بدأت أخشى على ديني, ولم أعد أدري ماذا فعلت بنفسي, أرجو منكم أن تساعدوني, هل أترك هذا الرجل وأعود إلى أهلي؟ علمًا أنه لا يسمع أي نصيحة من أهلي, ويعاملهم بازدراء؛ لذلك لم أعد أستطيع أن أحدثهم عن مشاكلي, فساعدوني وانصحوني.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان واقع هذا الرجل ما ذكرت فهو كافر مرتد عن الإسلام, لا يحل لك ولا تحلين له، بل يجب عليك مفارقته, فننصحك بأن تراجعي الجهة المختصة بالنظر في قضايا المسلمين هنالك - كالمراكز الإسلامية - ليعينوك في أمر التخلص منه, والسفر إلى أهلك, ويمكنك مراجعة أحكام زوجة المرتد بالفتوى رقم: 25611.

وقولك: لا أعرف لماذا يتصرف معي هكذا....؟ جوابه واضح, وهو: أن رجلًا هذا حاله في الكفر والإلحاد والمجون ماذا تنتظرين منه غير سوء الأخلاق, وجفاء المعاملة, ولؤم الطبع.

وقولك: "ولم أعد أدري ماذا فعلت بنفسي" جوابه: أنه إذا كان وقع منك تساهل ابتداء في الإقدام على الموافقة على الزواج منه من غير السؤال عن دينه وخلقه فإنك بذلك تكونين قد ظلمت نفسك.

وننبه بهذه المناسبة على ما يقع من كثير من الأولياء من الاستعجال في تزويج بناتهم, وعدم السؤال عن الخاطب ما إن كان له دين أو لا دين له، وما إن كان يحافظ على الفرائض, ويجتنب المنكرات أم لا، فيزوج موليته, ويجني عليها فيشقيها هذا الزواج بدلًا من أن يسعدها.

ولا يفوتنا كذلك بأن نذكرك بأن الحجاب فرض على المرأة المسلمة, وأنه لا يجوز لها خلعه طاعة للزوج, فإن كنت قد خلعته طاعة له, كما جاء في سؤالك, فعليك أن تتقي الله تعالى, وتبادري إلى العودة إلى حجابك طاعة لربك.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
مذهب ابن تيمية في نكاح زوجة المرتد
لو أسرّ شخص أمرَ ردّته لآخر، فهل يجوز له إخبار أهل المرتد بذلك؟
فتاوى في أحكام من سب الدين
هل يقام الحد على الصبي المميز إذا سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم؟
محل وجوب الإقرار اللفظي من المرتد في توبته
هل يجب إخبار الزوجة بالردة والرجوع إلى الإسلام؟
هل من تعارض بين عدم إهلاك الله لإبليس والحكم على المرتد بالقتل؟
مذهب ابن تيمية في نكاح زوجة المرتد
لو أسرّ شخص أمرَ ردّته لآخر، فهل يجوز له إخبار أهل المرتد بذلك؟
فتاوى في أحكام من سب الدين
هل يقام الحد على الصبي المميز إذا سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم؟
محل وجوب الإقرار اللفظي من المرتد في توبته
هل يجب إخبار الزوجة بالردة والرجوع إلى الإسلام؟
هل من تعارض بين عدم إهلاك الله لإبليس والحكم على المرتد بالقتل؟