عنوان الفتوى : حكم قول سورة صغيرة أو قصيرة
ما حكم أن يقال عن السورة القرآنية سورة صغيرة؟ وماذا يجب أن أقول؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العبارة أجازها بعض أهل العلم, وكرهها بعضهم, ففي الإتقان في علوم القرآن للسيوطي - رحمه الله تعالى - قال: أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْمَصَاحِفِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْمُفَصَّلُ فَقَالَ: وَأَيُّ الْقُرْآنِ ليست بِمُفَصَّلٍ, وَلَكِنْ قُولُوا قِصَارُ السُّوَرِ وَصِغَارُ السُّوَرِ, وَقَدِ اسْتُدِلَّ بِهَذَا عَلَى جَوَازِ أَنْ يُقَالَ: سُورَةٌ قصيرة أو صغيرة, وَقَدْ كَرِهَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو الْعَالِيَةِ, وَرَخَّصَ فِيهِ آخَرُونَ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ, وَأَخْرَجَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي الْعَالِيَةِ قَالَا: لَا تَقُلْ: سُورَةٌ خَفِيفَةٌ فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} ولكن سورة يسيرة. انتهى
وفي فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام قال: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: سُورَةٌ صَغِيرَةٌ أَوْ قَالَ: قَصِيرَةٌ, فَقَالَ: «أَنْتَ أَصْغَرُ مِنْهَا وَأَلَمُّ، الْقُرْآنُ كُلُّهُ عَظِيم .انتهى؛ فعلى القول بعدم الكراهة لا بأس بقول سورة قصيرة، أو صغيرة.
والله أعلم.