عنوان الفتوى : مصير من يصلي ولا يقترف الكبائر ولا يصل رحمه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

شخص يصلي وهو مؤمن يذكر الله ولا يفعل الكبائر إلا أنه لا يصل رحمه بسبب ضعف شخصيته، فهل يدخل النار؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قطيعة الرحم من الذنوب الكبيرة، فقد قرنها الله تعالى بالفساد في الأرض الذي هو من أكبر الكبائر، فقال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد : 22ـ 23}.

قال ابن كثير في تفسيره: وهذا نهي عن الإفساد في الأرض عموماً، وعن قطع الأرحام خصوصاً، بل وقد أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض وصلة الأرحام، فالواو هنا عاطفة، وهي من باب عطف الخاص على العام للتنبيه على أهميته والعناية به، كما في قوله تعالى: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال.

والمسلم الذي يصلي.. ولا يصل رحمه يعتبر صاحب معصية وهو تحت المشيئة إن مات مصرًّا على ذلك ولم يتب منه، فإن شاء الله عذبه بمعصيته، وإن شاء عفا عنه، لأن المقرر عند أهل السنة والجماعة أن نصوص الوعيد مقيدة، فقد يتخلف الوعيد بسبب توبة أو مغفرة أو شفاعة أو غير ذلك من المكفرات.

هذا وننبه السائل الكريم إلى أن صلة الرحم لا تحتاج إلى قوة شخصية، وأن ضعف الشخصية ليس مبررا لقطيعة الرحم، فيمكن لصاحبها أن يصل رحمه ولو بالزيارة الخفيفة أو بالاتصال الهاتفي أو الهدية أو أي طريقة أخرى تكسر القطيعة.

والله أعلم.