عنوان الفتوى : المقصد الشرعي من فعل الاستخارة
هل الاستخارة في الأمر الذي يشغل البال تعني أن المرء كفي همه؟ أي إذا ما كان هم تطوير المهارات الوظيفية يشغل أحدهم ورأى أن يأخذ دورة في الخارج واستخار، فهل تعني استخارته أن هم وظيفته وعيشه قد كفي.؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستخارة سنة لمن كان مترددا بين فعل أمر وتركه مما لا يعلم خيره، وانظري كيفيتها في الفتوى رقم: 41605.
والقصد منها سؤال الله أن يختار للعبد ما فيه الخير له مما كان مترددا فيه، وإذا فعلها المسلم على الكيفية التي علمه النبي صلى الله عليه وسلم إياها ـ كما جاء في الفتوى المشار إليها ـ فسيختار الله له ما فيه الخير، وسيشرح صدره لما قدر له ويُرضِّيه به، ويصرف عنه ما سوى ذلك، كما جاء في دعائها: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.
ولذلك، فإذا كان المسلم يريد تطوير مهاراته أو غير ذلك من أموره وهو متردد في فعله في الخارج أو الداخل، أو في فعله وتركه، فهنا يسن له أن يصلي ركعتين ويدعو بالدعاء المذكور في الفتوى المشار إليها ليختار الله له ما فيه الخير مما تردد فيه، ولم يرد في الحديث أنه يكفى همه.
والله أعلم.