عنوان الفتوى : حكم عمل من حصل على شهادة رسالة جامعية بالغش

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

الأستاذ الدكتور تحية مباركة أعاني ومنذ فترة طويلة من عذاب الضمير، لاينفك عني بسبب معصية كبيرة، أسال الله أن يسترني بستره الجميل، وأن يتوب علي إنه سميع مجيب، وحقيقة هذا الذنب هو سرقة رسالة جامعية من بلد آخر، وقد اعتمدت عليها كثيرا بنسبة 90% في إنجاز رسالتي التي نوقشت وقبلت، ومنذ تلك اللحظة وأنا لم أرَ طعم الراحة واللذة لا في العبادة ولا في أمور الدنيا، فأنا أعبد الله وأتوسل إليه، وملتزم بصلاتي في المسجد إلا أنه يتملكني شعور الخيانة والكذب أمام الله جل في علاه، وأمام أهلي الذين فرحوا بي أشد الفرح. وأحب أن أوضح شيخي الكريم بعض المسائل المتعلقة بمستواي العلمي، والعلة التي وقفت أمامي في عدم كتابة الرسالة: أولا: خلال المرحلة التحضيرية لدراسة الماجستير كنت متميزا، وقد كان ترتيبي على زملائي الثالث على الدفعة. ثانيا: عند كتابة الرسالة حاولت كثيرا ومرارا أن أجتهد في كتابة الموضوع إلا أنني أجد نفسي عاجزا عن كتابة صفحة واحدة. ثالثا: ظروف العراق الأمنية عام 2005 و2006 حيث القتل والتهجير والتهديد، حالت بيني وبين الكتابة، كوني كنت أتنقل من مكان إلى آخر بسبب الوضع الأمني، وقد كان القسم العلمي يشدد على تسليم الرسالة في الموعد المقرر، وقد تأخرت سنة كاملة عن ذلك. رابعا: الرسالة في اختصاص الإنسانيات وبعيدة عن مجال الابتكار والابداع، فهي نمطية إلى الحد الذي لا جديد فيه. خامسا: تم تعييني في مركز بحوث وبعيد عن مجال التدريس في الجامعة، علما أن الواجب المكلف به من قبل المركز أؤديه بالشكل الكامل دون نقصان. أعتذر كثيرا على الإطالة وسؤالي ينقسم إلى قسمين: الأول: هل الراتب حرام؟ وكيف أكفر عن فعلتي بأخذ رسالة غيري ونسبتها إلي، علما أن صاحب الرسالة من بلد آخر ولا أستطيع السفر لضيق العيش، ولخطورة الأوضاع الأمنية هناك. وكيف أتقي الفضيحة في الدنيا فأنا شخص معروف ولدي علاقات اجتماعية كثيرة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من كلام بعض أهل العلم أن الراتب الذي تكتسبه حلال، ما دمت تؤدي العمل الذي تكلف به على الوجه المطلوب.

فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: رجل يعمل بشهادة علمية وقد غش في امتحانات هذه الشهادة، وهو الآن يحسن هذا العمل بشهادة مرؤوسيه. فما حكم راتبه هل هو حلال أم حرام ؟

فأجاب : لا حرج - إن شاء الله - عليه التوبة إلى الله مما جرى من الغش، وهو إذا كان قائماً بالعمل كما ينبغي فلا حرج عليه من جهة كسبه؛ لكنه أخطأ في الغش السابق، وعليه التوبة إلى الله من ذلك.

وأما ما ذكرت من حسرتك، وندمك على ما فعلت، وحرقتك، واستشعارك وقوفك بين يدي الله تعالى، فهو نجاتك وخلاصك ومحو خطيئتك، فإن الله تعالى غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، ولا توبة لمن لا ندم له، إلا أن عليك أن تجعل الخوف والرجاء عندك كفتين معتدلتين، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون، نسأل الله أن يقبل توبتك ويمحو حوبتك، كما أن عليك أن تبقى كما كنت مستترا بستر الله، ولا تفضح نفسك للمجتمع، وتجتهد ما استطعت في أن تتحلل صاحب الرسالة مما انتحلت من رسالته دون إذنه.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
كتابة الشخص اسمه على بحث شارك فيه من التزوير والغش
شراء شهادة ثاني ثانوي لإكمال الدراسة
الدفع لشخص ليزيد عدد سنوات الخدمة للحصول على راتب التقاعد
حكم كسب المال عن طريق النقر على إعلانات جوجل أدسنس
تذكير المختبِر ببداية الجواب، وهل له الإجابة عما يتعلق بالمحرمات؟
حكم نشر أسئلة الاختبارت السابقة والاطلاع عليها
الاطلاع على أسئلة الاختبار المنتشرة بين الناس
كتابة الشخص اسمه على بحث شارك فيه من التزوير والغش
شراء شهادة ثاني ثانوي لإكمال الدراسة
الدفع لشخص ليزيد عدد سنوات الخدمة للحصول على راتب التقاعد
حكم كسب المال عن طريق النقر على إعلانات جوجل أدسنس
تذكير المختبِر ببداية الجواب، وهل له الإجابة عما يتعلق بالمحرمات؟
حكم نشر أسئلة الاختبارت السابقة والاطلاع عليها
الاطلاع على أسئلة الاختبار المنتشرة بين الناس