عنوان الفتوى : ترك الزواج بسبب مرض الوسواس القهري

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أفتوني في أمري رحمكم الله: هل عليّ إثم إن أحجمت عن الزواج الذي يفضله الدّين الإسلامي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا؟ كما أنه لا تصلح زوجة, ولا يرغب فيها امرؤ صالح, فتاة في بداية العشرين ولكنها مكتئبة من داخلها وإن ابتسمت لبعض الوقت, لم أعد أصلّي الفروض لأنني عانيت كثيرا جدا لأقيمها بسبب إصابتي بالوسواس القهري والذي جرّ وراءه العديد من المشكلات التي لم أقدر عليها ولم أعهد مثلها من قبل، ولست أطلب منكم حلا للوسواس القهري فقد قرأت عن ذلك الكثير ولا ينفعني المزيد منه ـ كما أعتقد ـ أنا عصبيّة في أوقات كثيرة, وحساسة جدا ولا أحتمل المشاكل التي تواجهني ولا أصبر عليها لحلّها، بل أهرب, مما يسبب لي العصبية، والأحلام الكبيرة التي كنت أحلم بها ولم أستطع ـ ولم أقو ـ على تحقيق شيء منها, أمي التي لا أحبها وأرى بها نقصا كبيرا كأمّ, لأنها لم تساعدني وقصّرت في حقي في أكثر وقت احتجت إليها فيه, وهو ساعة مرضي بالوسواس القهري, فلم تقف بجانبي كما ينبغي، بل كانت سببا في زيادة نفسيتي سوءا، فهل سيحاسبني الله على عدم محبتي لها؟ فما في قلبي تجاهها لا يحبب إلي أن أنظر إليها فضلا عن أن أبرّها ـ اعذروني في ذلك أو انصحوني ـ أنا كسولة جدا, أفتقد الكثير من احترام وتقدير الذات ـ الثقة بالنفس ـ فإن قيمت نفسي, وبكل صراحة أقيّمها وأقول فاشلة، فإن كانت إنسانة فاشلة الآن فلماذا نفترض نجاجها في الزواج وبعده؟ أم قياسا على القول: الطيبون للطيبات ـ فيكون الفاشلون للفاشلات فآخذ فاشلا آخر لأداري به فشلي وليزيدني هما، ومن ظنّ أن مجرد الزواج سيكون لي حلا ويصلح مع الزمن ما اعوجّ من قبل فهو مخطئ, لأن الإنسان الناجح هو ناجح لنفسه لا ينتظر من يحضر له النجاح على طبق ذهبي, وأنا إن صدقت لك واعتمدت عليه ـ وقد حاولت أن أتغير مرارا ولم أنجح تماما ـ فأنا أخدع نفسي، وأي خداع؟ فمن العقل ألا أربط بي أحدا لكي لا أحمل ذنب شخص ظن في زوجة صالحة حقا, قد ترى ما أقول يا سيدي ضربا من الجنون, ولكنني أيضا لست مستعدة لأن أرتبط بشخص لن يقيم أسرة تطيع الله ورسوله، فهما ناران وأنا بينهما, أن آخذ صالحا إن ساقه الله إليّ ـ وقد أوضحت العلّة ـ وبين من لا يقيم الإسلام في أهله كما يجب، وهذا ما لا أرضاه, وأفضّل عنه عدم الزواج من بابه، أفتوني في أمري جزاكم الله خيرا ونفع بكم، سيكون كرما منكم إن وسعتم في الإجابة أيما توسيع فسأقرؤها بإذن الله كلمة كلمة وحرفا حرفا، أعانكم الله وجعله في أعمالكم الصالحة.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزواج في الأصل مندوب غير واجب إلا على من يخاف بتركه الوقوع في الحرام، قال البهوتي الحنبلي: وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا, مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ, وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ.

فإن كنت تخشين على نفسك الوقوع في الحرام فالواجب عليك إذا تقدم إليك من ترضين دينه وخلقه أن تقبلي به، وأما إذا كنت لا تخشين على نفسك الوقوع في الحرام فلا حرج عليك في ترك الزواج للأسباب المذكورة، لكن الأولى إذا تقدم إليك رجل صالح أن تقبلي به مع الاجتهاد في إصلاح نفسك والاستقامة على طاعة الله عز وجل، ولا سيما المحافظة على الصلاة، فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وراجعي الفتوى رقم: 3830.

ثم عليك ببر أمك فإنه من أعظم الواجبات وأفضل القربات، واحذري من عقوقها فإنه من أكبر الكبائر، أما مجرد كراهيتك لها بسبب بعض أفعالها من غير أن تؤثر الكراهية على برك بها فلا تؤاخذين بذلك ـ إن شاء الله ـ لكن ينبغي عليك ألا تستسلمي لمشاعر الكراهية نحوها، وأن تنظري إلى الجوانب الطيبة في أخلاقها وسلوكها، وتحرصي في تعاملك معها على إلانة الكلام وحسن الفعال، واستعيني بالله واحذري من تخذيل الشيطان وإيحائه لك باليأس والعجز، وأحسني الظن بالله وفوضي أمرك إليه، واعلمي أنّ التفاؤل من صفات المؤمن وهو شعور يمنح الإنسان طاقة نفسية تجعله قادراً على مواجهة الصعاب والتغلب على المشكلات، وهو ينبع من حسن ظنه بالله تعالى وثقته به وتوكله عليه، وراجعي الفتوى رقم: 124844.

وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
نصيحة للزوجين البعيدين عن بعضهما
وفاة والد المعقود عليها لا يلزم منه تأخير موعد زفافها
أفضل ما يقوم به من أحب فتاة وأحبته
مذاهب العلماء في نكاح من لا يملك المال
المفاضلة بين إكمال الدراسة والزواج
إقدام الفتاة على إزالة بكارتها وترك الزواج مخالف للشرع والعقل والفطرة.
النكاح أفضل علاج لمن وقعا في حب بعضهما
نصيحة للزوجين البعيدين عن بعضهما
وفاة والد المعقود عليها لا يلزم منه تأخير موعد زفافها
أفضل ما يقوم به من أحب فتاة وأحبته
مذاهب العلماء في نكاح من لا يملك المال
المفاضلة بين إكمال الدراسة والزواج
إقدام الفتاة على إزالة بكارتها وترك الزواج مخالف للشرع والعقل والفطرة.
النكاح أفضل علاج لمن وقعا في حب بعضهما