عنوان الفتوى : استحباب المسارعة إلى الزواج بلا تأخير
خطب ابنتي شاب على خلق ودين، وذلك قبل ما يقارب العشرة أشهر، وكلما سألناه متى يكون الزواج يطلب منا الانتظار، ومن الملاحظ أنه يماطل ويسوف بدون سبب منطقي، حيث لم نطلب منه أي شيء يثقل عليه أموره وسهلنا عليه كل شيء. فإذا كان لديكم معلومات دينية مناسبة عن حكم المماطلة في هذه الأمور. فأرجو إفادتي بها حتى أرسلها له لعل الله يهديه، فهذه المماطلة أتعبت كل من حولنا . وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الزواج من أمور الخير، وتترتب عليه كثير من المصالح الشرعية من العفاف وتكثير نسل الأمة وغير ذلك من هذه الأغراض النبيلة. فهو إذن مما ينبغي المسارعة إليه لا تأخيره، قال الله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ{البقرة:148}. هذا بالإضافة إلى أن إطالة أمد الخطوبة ربما ترتبت عليه بعض المفاسد، ويحدث مثل هذا في الواقع كثيرا، ومن ذلك أن السعي في فسخ الخطبة بعد طول المدة ربما كان سببا في إثارة المشاكل بين أهل الخاطب وأهل المخطوبة، وربما كان التأخير سببا في تفويت كثير من الخطاب عن المخطوبة، أو تتقدم بها السن فلا يرغب أحد في الزواج منها.
فالذي ننصح به:
أولا: الحرص على إتمام زواج هذا الشاب من ابنتكم ما دام صاحب دين وخلق، والتوجه إلى الله بالدعاء أن ييسر هذا الأمر ويزيل عن طريقه العثرات، فالدعاء من أفضل ما يستعان به في تحصيل الحوائج، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.
ثانيا: يمكن أن يسلط عليه من يثق به من أقربائه أو أصدقائه ليلتمس منه أسباب التأخير ويعينه في سبيل الإتمام.
فإن تم الزواج فالحمد لله، وإلا فانظروا في أمر فسخ الخطبة، وخاصة إن خشيتم على ابنتكم شيئا من الضرر بالتأخر، هذا مع العلم بأن الخطبة مجرد مواعدة بين الطرفين من حق أيهما فسخها متى شاء، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 18857.
والله أعلم.