عنوان الفتوى : لا تخبريه بعدم رغبتك في قبوله زوجا إذا أسلم
أنا فتاة مسلمة تعرفت على شاب مسيحي من خلال النت وأخبرني أنه يريد الدخول في الإسلام من أجل أن يستطيع الزواج بي وحينما علم والده بأنه يقرأ القرآن ويتردد على المشايخ غضب منه وطرده من المنزل وفصله من الجامعة، والآن لا مكان له، فأخبرته أن من يريد الدخول في الإسلام يجب أن يكون من أجل اتباع الحق ومن أجل الله وليس لأجل أحد، لكنه مصر على الارتباط بي وأنا لا أستطيع الارتباط به وأخشى إن قلت له ذلك أن يبتعد عن الإسلام، فكيف أقول له ذلك؟ وماذا علي أن أفعل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه أولا إلى أن التعارف بين الفتيان والفتيات سبيل ومدخل للشيطان ومزلة للأقدام، وسبب لوقوع الفتن والفواحش، فالحذر منه واجب، لئلا يقع ما لا تحمد عقباه، فيكون الندم حيث لا ينفع الندم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
وراجعي الفتوى رقم: 1072.
ولا يلزمك شرعا قبول هذا الشاب خاطبا ولو أسلم وحسن إسلامه، فإن الأمر الوارد في الحديث: نعني لفظ: فزوجوه ـ ليس للوجوب، بل للندب المؤكد، كما قال المناوي في فيض القدير، وراجعي كلامه بالفتوى رقم: 75061.
ولا تخبريه بعدم رغبتك في قبوله زوجا إذا أسلم، بل الأولى أن تسلطي عليه بعض من يمكنه أن يبين له الإسلام ويرغبه فيه، فإذا استقر الإيمان في قلبه رجي أن يثبت على الدين قبلته زوجا أم لا، وأما أنت فاقطعي كل علاقة لك به.
والله أعلم.