عنوان الفتوى : لا خير في زواج يتقدمه فاحشة الزنا
بسم الله الرحمن الرحيم كبرت في السن و لم أتزوج , وأخبرني شاب أنه ينوي التقدم لخطبتي، لكنني فوجئت فيما بعد أنه يريد أن يزني بي قبل أن يتقدم لخطبتي, رفضت طلبه في بادئ الأمر لأنني أعلم أن الزنا من كبائر الذنوب, إلا أنني أتوق إلى الزواج . ولكنه أصر على الأمر و أخذ حجة أنني سأصبح ملكه . أرجو أن تفيدونني فإنني أريد الزواج ولكنني أخشى على نفسي من الحرام .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت برفضك الاستجابة لهذا الشاب في أمر الزنا، فاثبتي على ذلك، فالزنا كبيرة من كبائر الذنوب وخطره عظيم وإثمه مبين، ولذلك جاءت النصوص بالتحذير الشديد منه، ويكفي قول الله تعالى:وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32}، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم 1602. والواجب عليك قطع أي علاقة لك معه، فلا تمكنيه من محادثتك أو الخلوة بك ونحو ذلك مما يمكن أن يدعو للفتنة. وانظري الفتوى رقم 58914 ففيها بيان وسائل الزنا. وكونه يطلب منك الزنا بتلك الحجة من أعجب ما يكون .وأي خير في زواج يكون مبدؤه معصية الله تعالى، وأي خير في زواجك من رجل يدعوك إلى مثل هذا. وما يدريك أنك إن استجبت له وزنى بك أن تلقي ربك زانية فتستحقين العذاب الأليم.
وننصحك بالإعراض عن أمر زواجه منك لأنه غير مرضي الدين، وأن تسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح. وإن خشيت أن يفوتك الزواج مع تقدم سنك فاسألي عنه من يعرفه من الثقات، فإن أثنوا عليه خيرا وغلب على ظنك أن يكون ذلك الطلب زلة منه فاستخيري الله تعالى في هذا الزواج، وسيقدر الله لك الخير بإذنه سبحانه، وراجعي الفتوى رقم :19333 وهي عن الاستخارة في النكاح.
والله أعلم.