عنوان الفتوى : نصوص شرعية في مشروعية التفاؤل
أريد آيات من القرآن وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدعو إلى التفاؤل والأمل بالله. حيث إنني أعيش حالة من التعب النفسي بسبب مشاكل في دراستي، حيث أعاني من ضعف في الذاكرة سبب لي النسيان. وما هي نصيحتكم لي. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طيرة وخيرها الفأل. قالوا: وما الفأل يا رسول الله ؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم.
وفي سنن ابن ماجه ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. وفي رواية: يحب الفال الحسن.
ومن الفأل ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة الحديبية كانت قريش تراسله فأرسلوا إليه في النهاية سهيل بن عمرو فلما أقبل قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا سهيل بن عمرو وما أراه إلا قد سهل أمركم. اهـ.
وقد تكلم ابن القيم في مفتاح دار السعادة على موضوع الفال ونقل في ذلك آثارا منها: ما رواه ابن عبد البر بسنده عن يعيش الغفاري قال دعا النبي صلى الله عليه و سلم يوما بناقة فقال من يحلبها فقام رجل فقال أنا، فقال ما اسمك؟ قال مرة، قال اقعد، ثم قام آخر فقال ما اسمك؟ قال جمرة قال اقعد، ثم قام رجل فقال ما اسمك قال يعيش قال احلبها.
وروى حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توجه لحاجة يحب أن يسمع يانجيح يا راشد يا مبارك. وقد روى من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء، ولكن كان إذا سال عن اسم الرجل فكان حسنا رئي البشاشة في وجهه، وإن كان سيئا رئي ذلك في وجهه. وإذا سأل عن اسم الأرض وكان حسنا رئي ذلك فيه. قلت الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده حدثنا عبدالصمد حدثنا هشام عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير من شيء، ولكنه إذا أراد أن يأتي أرضا سأل عن اسمها فإن كان حسنا رؤي ذلك في وجهه. وكان إذا بعث رجلا سأل عن اسمه فإن كان حسن الاسم رئي البشر في وجهه، وإن كان قبيحا رئي ذلك في وجهه.
وقال أبو عمر حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير بن حسين بن حريث بن عبد الله بن بريده عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يتطير ولكن كان يتفاءل، فركب بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بني أسلم فتلقى النبي صلى الله عليه و سلم ليلا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أنت قال أنا بريدة فالتفت إلى أبي بكر قال يا أبا بكر برد أمرنا وصلح، ثم قال ممن قال من أسلم قال لأبى بكر سلمنا ثم قال ممن قال من بنى سهم قال خرج سهمنا اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح:...وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال....اهـ.
ومن النصوص الواردة في حسن الظن بالله تعالى ما في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي.
وأما بخصوص علاج كثرة النسيان فننصحك بمراجعة الفتاوى التالية أرقامها : 50689 ، 42762 ، 56818 .
والله أعلم.