عنوان الفتوى : حسن الظن بالله لا يعني علم العبد بالغيب
أنا أحسن الظن بربي لدرجة أنني أشعر بيقين فأصبحت أخاف أن يكون إحساسي هذا كمن يطلع على علم الغيب ويخرجني من الملة فمثلا إذا كان شيء يقلقني أقول في علاقتي بزوجي لأن عندي وسوسة في الكفر فأقول أحيانا قد صليت استخارة قبل الزواج وهو أيضا كما قرأنا القرآن سويا أول الزواج وصلينا ركعتين أول زواجنا فأقول لنفسي وأشعر أن علاقتي حلال بزوجي وأقول لنفسي إنني محسنة الظن بربي لدرجة اليقين وربي لن يرضى لي بهذا وأطمئن فأخاف من هذا وأحيانا أتجنب قولها حتى أتجنب هذا الإحساس وعندما لا أقولها أخاف من الحرام أن لا أقولها لدرجة أنني أحاول أن أقولها وأعيدها لكي أشعر بحسن الظن وأتجنب في نفس الوقت إحساسي باليقين فأعاود قولها مرارا لدرجة أنني أتعب وأظل هكذا وعندما أدعو دعوة ما يكون عندي يقين بأن ربي سيتقبلها كما هي وأعرف أن لها حالات ثلاث ولكنني أشعر بأن ربي سيتقبلها كما هي فماذ أفعل؟ أخاف من هذا الإحساس وهل هو حرام أم لا؟ وإذا كان كذلك فكيف أتصرف لأتجنبها أو أحسن الطن؟ وإذا شعرت بشيء فهل أستغفر أم ماذا أفعل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حسن الظن بالله تعالى واليقين بإجابته لدعاء من دعاه، ممدوح، لما في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي. متفق عليه عن أبي هريرة.
وفي رواية: أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله.. رواه أحمد.
وفي الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الحاكم وصححهما الألباني.
وقال ابن مسعود: والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير بيده.
وليس هذا من ادعاء علم الغيب، وننصحك بدفع هذا الوسواس عن نفسك، والتلهي عنه والاشتغال بذكر الله والدعاء والإقبال على ما ينفعك في دينك ودنياك، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ { النمل: 62}.
وقال تعالى: الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ { الرعد: 28}.
ومما يندفع به الوسواس الاستغفار، فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قرأ: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ {البقرة: 268}. رواه الترمذي.
والله أعلم.