عنوان الفتوى : محاولة رأب الصدع بالطرق المتاحة؛ وإلا فيحق الخلع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهانا سيدة متزوجة وعمري 29 عاما وعندي ولد وبنتمشكلتي أن زوجي يعاملني معاملة سيئة ويشتم ويفعل كل ما يستفزني به وفي غضبه ينسى كل شيء وفي هدوئه يعرف الله حق المعرفة. من كثرة معاملته القاسيه كرهته كما لم أكره أحدا من قبل ولكن أهلي يرفضون الطلاق حرصا على الأولاد وأنا لا أطيقه ولا أطيق نفسه في المنزل وأخاف أن يأتي اليوم ولا أستطيع أن أقيم حدود الله معه وهو وقت الغضب يقول لي تطلقي أقول له نعم يقول لي أنت تعرفين أن المرأة التي تطلب الطلاق تحرم عليها رائحة الجنة طيب أليس من حق المراة الكارهة لزوجها الطلاق بدون أي سبب فما بال المهانة من قبل الزوج أفيدوني أفادكم الله ماذا أفعل وللعلم كرهي له لن يتغير حتى ولو صلح حاله معي لأن قلبي تغير كثيرا ناحيته والسلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا ننصحك أولاً بمعالجة هذا الموضوع بالحكمة والرفق، وأن تتغاضي ما أمكنك التغاضي عن سوء معاملة الزوج لك بأن تتوددي له وتزيلي كل الأسباب والعوائق التي تثير غضبه عليك، وحاولي أن تقتربي منه أكثر وتشعريه بأن وجوده في البيت ضروري من أجل تربية الأبناء، فإذا لم تفد هذه الطريقة فابعثي إليه من ينصحه ممن له عليه تأثير، فإن أفادت هذه الأمور أو بعضها فهذا ما نتمنى، فإن لم ينفع ما ذكرنا من الوسائل واستمر الشقاق بينكما شرع لك طلب الطلاق، أو الخلع وهو أن تفدي نفسك منه بالمال وذلك لعدم حصول مقاصد النكاح التي شرع من أجلها. قال الله تعالى:فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ [البقرة:229]، ولما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:أنه أمر ثابت بن قيس الأنصاري رضي الله عنه لما لم تستطع زوجته البقاء معه، بقبول الحديقة التي أمهرها بها وتطليقها.
وبهذا يعلم أن طلب الطلاق إذا كان لمبرر معتبر شرعاً لا حرج فيه كما يفهم من حديث ثوبان، وهو الحديث الذي أشار له زوجك.
والله أعلم.