عنوان الفتوى : الوساوس من كيد الشيطان ليفسد على الناس دينهم ودنياهم
ياشيخ: أنا بنت عمري 15 عاما أذنبت ذنبا أعتبره أكبر ذنب بالعالم، أنا متغيرة وأفكر أفكارا سيئة تتعلق بالله، وصف شين وسب ولا أدري كيف أصفه بالذات؟ إذا كنت أقرأ القرآن، مع أنني منذ أن كبرت وأنا محافظة على القرآن ولا أهجره، لا أدري ما ذا بي بحثت عن شيء يمكن أن يجعلني أفكر في تركه فلم أجده، وأتوب وأرجع، وكل ما أتوب أرجع مرة أخرى، لا أدري كيف يأتي هذا الذنب؟ مع أنني لا أقصده ولا أتعمده، تعبت من هذا الذنب وكرهته، وأملي بربي كبير ولن أقنط من رحمته، لكن والله يا شيخ احترت فليس باليد حيلة لا أدري ماذا أفعل لأترك هذا الذنب، كنت أحب أن لا أقوله لأحد وأسكت وأحاول، لكنه سبحانه يسر لي ودخلت الموقع ورأيت واحدا ذنبة يشابه ذنبي فتجرأت، الله يوفقه ويغفرله، والله ياشيخ أفتح اليوتيوب على مقاطع عن القبر والله أبكي على حالي، غلطت وأدري أني غلطت وأتوب وأرجع، أتمنى أن أرجع مثل ما كنت فطول عمري لم أفكرت بهذا التفكير، فسبحان مغير الأحوال، وأخاف أن أموت وأبعث على هذا الذنب، الله يسامحني، والله أكتب وأبكي من قهري على نفسي، ياشيخ اعذرني إذا أطلت الكلام وادعو لي أن يهديني الله ولا أرجع لهذا الذنب، والله يوفقك وينفع بك الأمة الإسلامية لا تنساني من دعائك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نسأل الله تعالى أولا أن يذهب عنك هذه الوساوس، وأن يفرج كربك، إنه سبحانه سميع مجيب، ثم إننا ننصحك بمجاهدتها وترك الإسترسال معها، فهذا أنجع علاج لها، ثم عليك بالإستعانة بالله تعالى وكثرة دعائه، فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. {غافر:60} .
وإذا كانت هذه الوساوس تهجم عليك ولا تستطيعين التحكم فيها، فلا تؤاخذين بها ما دامت من غير إرادتك، لأن الاختيار شرط للتكليف، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
وقال سبحانه: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}.
قال الشوكاني رحمه الله: فلا بد ـ أي في الحكم بالكفر ـ من شرح الصدر بالكفر وطمأنينة القلب به وسكون النفس إليه. اهـ.
ولكن عليك ـ كما تقدم ـ مدافعة هذه الوساوس والاستعاذة من الشيطان، فهذا من كيده بعباد الله المؤمنين ليفسد عليهم دينهم ودنياهم، وراجعي في سبل علاج الوسواس القهري الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.