عنوان الفتوى : الشك في نجاسة الشيء لا توجب غسله
أعمل بالخارج، وأكره غسل الملابس بسبب كثرة ملابسي، والأهم بسبب شكي الدائم بأنه نزلت مني نقطة بول وأنا جالس أو أثناء العمل أو أنا أسير بالطريق أو عند القفز، وأخاف من أن يكون شكي في محله. 1ـ هل عندما أضع جردلا وأفتح فيه صنبور الماء بشكل مستديم يصبح ماء جاريا ويقوم فعلا بتطهير الملابس عندما أضعها به؟ وهل أفتح الماء بدفع شديد؟ أم بشكل يسير؟ وعندما أغسل فيه الملابس من الطبيعي جدا أن ينتشر على ملابسي رذاذ ماء من الجردل بشكل مستديم فهل هذا ينجس ملابسي؟. 2ـ هل عند غسل ملابسي المتنجسة مع باقي الملابس في الغسالة الكهربائية وأضع عليها مسحوقا والغسالة بها حوض واحد، وبعدها أقوم بوضع الملابس على المنشر في الشمس والهواء تصبح طاهرة بعد جفافها بالشمس والهواء، لأنني قرأت بأن النجاسة تزول بذهاب عين النجاسة وأظن بأنها تزول بهذه الطريقة؟. 3ـ أنا أعمل بالسعودية وتوجد مًغاسل كثيرة لتنظيف الملابس ولا أعرف طرق غسلهم للملابس وهل تطهر الملابس أم لا، ولكن ذلك قد يريحني كثيرا من غسلها بنفسي. 4ـ أثناء الاستنجاء دائما ما أشك إن كنت اغتسلت جيدا أم لا؟ وخاصة أشك أنني كنت اغتسلت من البول، وهل رذاذ البول معفي عنه أم لا لأنه في الغالب تكون نقاطا صغيرة جدا وبسيطة؟ أتمني منكم أسهل طريقة ممكنة لغسل الملابس وبشرح بسيط يسهل علي فهمه، وسؤال مهم جدا فهل يعفى عن نقطة البول أم لا؟ بدون شرح حتى لا أكون في حيرة من أمري خاصة أنني أحاول فعل الصعب دائما، أتمني عدم إحالتي لأي إحالات أخري لأنني كثيرا ما أقرؤها وأكون في حيرة من أمري.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنقول ابتداء قد بينا في خانة إدخال الأسئلة أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال سيتم الإجابة على السؤال الأول منها وإهمال بقية الأسئلة، وبما أن الأخ السائل أدخل عددة أسئلة فإننا سنجيب على السؤال الأول فقط، وقبل الإجابة ننبه السائل إلى خطورة الوسوسة والاسترسال معها، فالسؤال تفوح منه رائحة الوسوسة الشديدة في أمر الطهارة, وما دمت تشك في نزول قطرات من البول ولم تستيقن ذلك فلا تطالب بغسل ما تشك في نجاسته، إذ الأصل طهارة المحل لا نجاسته، وهذا الأصل لا يزول إلا باليقين, كما أن الأصل في البول أنه لا يخرج من محله فلا تفتح على نفسك بابا يشق عليك إغلاقه.
وأما فتح الصنبور في السطل أو الدلو وهل يعتبر الماء جاريا فالذي نراه أنه لا يصدق عليه أنه ماء جار، لأنه وإن كان الماء يتدفق إليه إلا أنه يختلط بالماء الموجود فيه قبل أن يخرج، ولا يخرج من السطل إلا بعد الاختلاط، وهذا يختلف عن الماء الجاري في الأنهار ونحوها، فإن كل جرية تدفع أختها وإن حصل اختلاط للماء فإنه يسير وليس كاختلاط الماء المتدفق في الدلو أو السطل، ولو فرض أن الماء النازل في الدلو أو السطل بقوة يأخذ حكم الماء الجاري، فإن الثياب لا تطهر أيضا إذا كان ماء السطل دون القلتين، لأن كل جرية من ماء الصنبور دون القلتين فتتنجس بمجرد ملاقاتها لماء السطل، لأن كل جرية من ماء الصنبور قليلة فإذا لاقت الماء المتنجس تنجست. وقد ذكر الفقهاء أن النجاسة إن كانت واقفة في جانب النهر أو قراره أو في وهدة منه فكل جرية تمر عليها إن كانت دون القلتين فهي نجسة وإن بلغت قلتين فهي طاهرة إلا أن تتغير. اهـ من المغني لابن قدامة.
والثياب المتنجسة لا تطهر بالشمس ولا بالريح حتى عند الحنفية القائلين بجفاف الأرض المتنجسة بالشمس كما قال في الجوهرة النيرة من كتب الحنفية: وَقَيَّدَ بِالْأَرْضِ احْتِرَازًا عَنْ الثَّوْبِ وَالْحَصِيرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ لَا يَطْهُرُ بِالْجَفَافِ بِالشَّمْسِ.
وقال النووي في المجموع: وأما الثوب النجس ببول ونحوه إذا زال أثر النجاسة منه بالشمس فالمذهب القطع بأنه لا يطهر وبه قطع العراقيون .... إلخ. اهـ.
وقال صاحب الروض: ولا يطهر متنجس ولو أرضا بشمس ولا ريح. اهـ.
ورذاذ البول غير معفو عنه، بل لا بد من تطهير ما أصابه, وانظر الفتوى رقم: 118195، عن طريقة تطهير الملابس المتنجسة عند غسلها في الغسالة, والفتوى رقم: 148817، عن رذاذ البول هل يعفى عنه؟ والفتوى رقم: 133577 عن واجب الموسوس في باب النجاسات.
والله أعلم.