عنوان الفتوى : حكم الصلاة إذا اكتُشِفت نجاسة على الثوب بعد أدائها
الدم اليسير نقطة أو نقطتان يشك في كونها خارجة من الدبر يمكن أن تكون خارجة من دمل قريب من الدبر أو ما شابه. لم ينتبه لها إلا قبل صلاة العشاء، ولا يعلم متى أحدثها وقد صلى العصر بعد أن توضأ ولا يعلم إن كانت موجودة أم لا، ثم تنبه لها قريب من صلاة المغرب فغير ملابسه الداخلية وتوضأ وصلى، ثم في صلاة العشاء تأكد من قميصه فوجد أن فيه نقطة صغيرة جدا، فغسلها غسلا يسيرا وصلى في القميص. ماذا عليه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وجود نقطة الدم بعد الوضوء لا يؤثر على صحته ما لم يتم التأكد من أنها خارجة من أحد السبيلين، لأن الوضوء متيقن واليقين لا يزول بالشك، كما سبق بيانه في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 31363.
هذا فيما يتعلق بتأثير وجود نقطة الدم على الوضوء، أما فيما يتعلق بالاطلاع على ما ذكر، فإن في السؤال تناقضا كبيرا، حيث يقرر أنه لم يطلع على الدم إلا قبل صلاة العشاء ، ثم يذكر أنه تنبه له قبل صلاة المغرب، ثم في صلاة العشاء تأكد من قميصه فوجد أن فيه نقطة صغيرة جدا فغسلها وصلى، وهذا ما يجعل المراد من السؤال غير واضح، وبالتالي فلا تتم الإجابة كما ينبغي، لذلك على السائل أن يتنبه لهذا الأمر ويحدد سؤاله بوضوح، ثم إن الاطلاع على النجاسة وغسلها قبل الصلاة لا إشكال فيه، وإنما الإشكال في الاطلاع عليها بعد أن صلى غيرعالم بها كما حصل للسائل في صلاة العصر فيما يبدو، وقد اختلف في صحة الصلاة هنا كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 6115. والمفتى به عندنا صحتها وعدم وجوب القضاء، هذا إن كان الدم المطلع عليه كثيرا، أما إن كان يسيرا فإن يسير الدم معفو عنه في الصلاة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 120351، ولبيان القدر الذي يعفى عنه من الدم وغيره من النجاسات، راجع الفتوى رقم : 75699 .
والله أعلم.