عنوان الفتوى : صفات الإمام والخطيب
أخوكم من ليبيا (بنغازي) أطلب من حضرتكم معايير لتعيين الإمام والخطيب، وذلك لأنني بقسم المساجد ونحن بحاجة إلى وضعها للوزارة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فقد سبق أن ذكرنا الشروط المطلوب توافرها في إمام الصلاة في الفتوى رقم: 9642, وكذا شروط الإمامة في الجمعة في الفتوى رقم: 122329, وإضافة إلى شروط الصحة فإنه ينبغي لكم اختيار أفضل من تجدونه لتلك المهمة العظيمة على ما جاء في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا .. رواه الترمذي , وعند الحاكم: فَأَفْقَهُهُمْ فِقْهًا، فَإِنْ كَانُوا فِي الْفِقْهِ سَوَاءً فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا. فتختارون الأفضل وهو من اجتمعت فيه تلك الصفات وهي الأقرأ والأعلم والأفقه والأكبر وهذه أعلى المراتب , ثم من توافرت فيه أكثرها , وزيادة على ما تقدم فإنه ينبغي أن يراعى في الإمام جانب العدالة والتقوى والورع والزهد في الدنيا وحسن الأخلاق، وخاصة إذا كان إماماً راتباً , ويكون خطيب الجمعة أيضا بليغا مؤثرا إذ المقصود من خطبة الجمعة تذكير الناس ووعظهم وتعليمهم فمن كان أقدر على ذلك كان أولى من غيره , مع الحرص على أن يكون الإمام أو الخطيب صاحب خلق معروفا بسلامة المعتقد على معتقد أهل السنة والجماعة خاليا مما يقدح في مروءته ودينه. واحذروا كل الحذر من أن يتم الاختيار على أسس غير شرعية كالاختيار على أساس الانتماء لحزب أو جماعة ونحوها فأنتم مؤتمنون على اختيار الشخص المناسب لتلك المهمة, والشخص المناسب هو من توافرت فيه المعايير الشرعية لا المعايير الحزبية ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم.