الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فهذا الكلام يشتمل على غلو مذموم ومبالغة مقيتة، والله تعالى إنما خلق الخلق وأوجدهم ليعبد ويوحد ويعرف بأسمائه وصفاته سبحانه، ولم يخلقهم لأجل أحد من خلقه، وليس أحد من خلقه تعالى سرا للوجود والإيجاد، والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم من عرف السر الذي لأجله خلق الله الخلق وأفضل من تقرب له بما يحب، ولذا فهو صلوات الله عليه وسلامه سيد ولد آدم وأكرم الخلق على الله تعالى، فينبغي اجتناب هذا الدعاء وعدم التلفظ به.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: يقول بعض الناس إن الدنيا خلقت من أجل محمد ولولا محمد ما خلقت الدنيا ولا خلق الناس. وهذا باطل لا أصل له، وهذا كلام فاسد، فالله خلق الدنيا ليعرف ويُعلم سبحانه وتعالى وليُعبد جل وعلا، خلق الدنيا وخلق الخلق ليُعرف بأسمائه وصفاته، وبقدرته وعلمه، وليعبد وحده لا شريك له ويطاع سبحانه وتعالى، لا من أجل محمد، ولا من أجل نوح، ولا موسى، ولا عيسى، ولا غيرهم من الأنبياء، بل خلق الله الخلق ليعبد وحده لا شريك له. انتهى.

وأفضل ما يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم به هو الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يأتوا بها في صلاتهم.

والله أعلم.