الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان المقصود بالحفر الامتصاصية أي التي تمتص مياه الفضلات غير الطاهرة، فالجواب أن الأشجار والزروع إذا سقيت بالماء النجس أو سمدت بنجس، قد اختلف العلماء فيها، وأكثر العلماء على أنها لا تحرم، ولا يحكم بنجاستها، لأن النجاسة تستحيل في باطنها فتطهر بالاستحالة، كالدم يستحيل في أعضاء الحيوان لحماً ويصير لبناً، وهذا قول أكثر الفقهاء منهم أبو حنيفة والشافعي ومالك، وذهب الحنابلة إلى نجاستها وحرمة أكلها حتى تسقى بماء طاهر يستهلك عين النجاسة، والأظهر هو القول الأول وهو جواز الأكل من ثمار الأشجار التي سقيت بغير طاهر.

وبالتالي، فلا حرج في الأكل من الأشجار المزروعة بجانب الحفر الامتصاصية بناء على ما ذكرناه، وإن كان المقصود بالحفر الامتصاصية غير ذلك فينبغي بيانه لنجيب عليه. 

والله أعلم.