عنوان الفتوى : مراعاة الزوج ما يرغبه في اختيار الزوجة أدعى لحصول المودة
هل أتزوجها أم لا؟ أنا شاب عندي 26 سنة وأبحث عن زوجة صالحة وقد قمت بالخطوبة 3 مرات ولم يحدث النصيب والتفاهم حيث لم أجد فيهن مواصفات الزوجة الصالحة ولم أقم بالانفصال عنهن من لا شيء، بل نتيجة لسبب واضح يجعلني لا أستمر في هذه العلاقة نصحني أحد الأقارب بالسفر للقرية بالصعيد حيث سأجد ما أبحث عنه عند أحد الأقارب وذهبت فعلا لأحد أقاربنا وقد تحدثت مع الفتاة وكانت مؤدبة وعلى خلق وأهلها أهل كرم وضيافة ولكن للأسف كانت رفيعة وقصيرة بشكل ملحوظ بالنسبة لي وأنا طويل عنها هذا السبب ظل يشغل بالي وكنت قد أقنعت نفسي بأن الجمال والطول ليس كل شيء فالمهم الأدب والأخلاق التي نادرا ما تجدها في هذا الزمان ورجعت إلى مدينتي لأدرس الموضوع وأفكر ولكنني خفت على نفسي من الفتنة حتى لا أنظر إلى غيرها فيما بعد وأظلمها معي فكنت أريد فتاة مناسبة لي في الطول والجسم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أسباب سعادة المرء في الدنيا والآخرة اختيار الزوجة ذات الدين كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ذلك لا يمنع من اعتبار الجوانب الأخرى في الاختيار، بل إن مراعاة الزوج ما يوافقه في الزوجة أدعى لحصول المودة بين الزوجين، فقد روي عن المغيرة بن شعبة: أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة.
قال ابن قدامة: ويختار الجميلة، لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته ولذلك شرع النظر قبل النكاح.
ومن المعلوم أن الجمال نسبي، فما يوافق شخصاً قد لا يوافق آخر، والعبرة بالقبول، فإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق وقد لاقت قبولاً عندك ، فاستخر الله عز وجل، ثم امض في أمر زواجها، وراجع في كيفية الاستخارة الفتوى رقم: 103976.
وإن كنت لا تجد قبولا لها فابحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق والقبول.
والله أعلم.