عنوان الفتوى : من طرق أداء الحقوق لأصحابها
أرجوكم فرجوا عني معاناتي تبت لله ونادمة على ذنووبي من سرقة من والدتي وأقاربي ومحل للكماليات تعذبت سأصل مرحلة الجنون كيف التوبة؟ لا أستطيع إخبارهم أريد ستر نفسي والتوبة بيني وبين ربي، فماذا أعمل؟ وهل ينفع أن أتصدق بها؟ وبالنسبة لوالدتي هل ينفع إذا حصلت على المبلغ الذي سرقته منها في الصغر أن أرجعه لها بشكل هدية وفي نيتي أن أرد ما سرقت؟ أرجوكم جاوبوني والله تعبت من التفكير والشيطان يوسوس لي ويحرضني على الانتحار، بل حاولت مرة الانتحار خائفه من عقاب ربي بعد أن تبت لله والتزمت طريق الهداية أفكر بكل شيء وأي شيء يخص العبادة أحاول فعله، والمعاصي أحاول تركها جاهدة، وإذا رأيت منكرا أود إنكاره فلا أستطيع إلا بقلبي ومع هذا يبقى في قلبي وأخاف أنه كتب علي ذنب لأنني لم أنكره وأنا في الحقيقة خجولة جدا لا أستطيع مخاطبة الغرباء بلساني أرجوكم فرجوا عني تعبت والله تعبت تعبت أخاف أن ربي لا يقبل توبتي وأعمالي بسبب ذنوبي والله أصبت بالوسواس من شدة خوفي وكثيرة البكاء ندما يارب تب علي أرجوك ياشيخ ادع لي بالثبات والشفاء والقبول.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك بالتوبة والالتزام، وأما الانتحار فهو جريمة عظيمة لا يجوز للمسلم فعلها، وأما باب التوبة فهو مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها ما دامت الروح لم تبلغ الحلقوم، ولكن حقوق العباد لا بد من تحللهم منها أو ردها لهم، وفي حديث المسند: على اليد ما أخذت حتى تؤديه.
ولكنه يمكن ردها لهم من دون تصريح لهم فيمكن رد حق الوالدة على أنه هدية، وأما أهل المحل فأوهميهم أنه شيء أخذته ولم تدفعي ثمنه. ودعي عنك الوساوس واعمري وقتك ووظفي طاقتك بما ينفع من تعلم العلم والدعوة إلى الله واصحبي ذوات الاستقامة والطاعة ليعنك على الخير والتمسك بالحق.
والله أعلم.