عنوان الفتوى : مدى وجوب طاعة الوالدين فيما فيه مشقة وضرر على الولد

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

مشكلتي مع أهلي رغم عدم افتعال زوجتي لأي مشكلة: فضيلة الشيخ: أنا ـ والعياذ بالله من الكلمة أنا ـ متزوج من زوجتي منذ سنة تقريبا وهي حامل في الشهر الخامس وأسأل الله أن يتمم عليها بالصحه والعافية، والمشكله فضيلة الشيخ أنني ذهبت لخارج السعودية لإتمام دورة من متطلبات عملي وكنت دائم الاتصال بوالدتي ـ أطال الله في عمرها ـ أسبوعيا للاطمئنان عليها وعلى أحوالها لكن ما حصل هو أنني انشغلت لمدة عشرة أيام تقريبا لم أقم بالاتصال فكانت ردة فعلي والدتي عنيفة جدا وأنني مقصر، حاولت التفاهم معها أنني اشنغلت ولم أكن متعمدا ذلك لكنها أبت أن تتفهم ظروفي، فأقمحت زوجتي في المشكلة وأنها متى ما أرادت الاتصال بهم لغرض فإنها تتصل عليهم رغم أنني كنت أشاهد زوجتي تقوم بالاتصال على والدتي وأخواتي رغم عدم اتصال أخواتي بزوجتي فحصل أن قامت زوجتي في المدة التي لم أقم بالاتصال على والدتي بالاتصال على أختي والاطمئنان عليها أحبت أن تشاركها فيما تريد أن تقوم به لي فذكرت زوجتي لأختي أنها تريد عمل حفل صغير لي فما هو رأيك بما أقوم بعمله لأخيك، وعندما قمت بالاتصال على والدتي أخبرتني أن زوجتي تتصل متى ما كانت تريد أي شيء رغم أن زوجتي تتصل على والدتي بشكل أسبوعي مما أغضبني من والدتي فحاولت أن أفهم من والدتي هل حصل من زوجتي أي خطأ أعاقبها عليه فذكرت لي أنه لم يحصل منها أي خطأ وبدأت بالتجريح لها، مما أغضبني أكثر يا شيخ إنه عند قيام أختي بالاتصال علي قالت لي بالحرف الواحد إن زوجتك متى ما أرادت شيئا معينا تتصل بها، وهنا ثار غضبي على أختي بأن تثمن كلامها لأن من تتحدث عنها هي زوجتي التي لم أر منها أي خطإ تجاه أختي، فتحدثت مع زوجتي وعندما ذكرت لها ما حصل قالت لي إنه عندما طلبت منها التقرب من أخواتي فإنها تحدثت مع أختي وكأنها أختها، ومدة دراستي انتهت والمشاكل لم تنته خصوصا أنني أسكن في نفس البيت مع الأهل والمشاكل من قبل مغادرتي السعودية وعندما حاولت الخروج من البيت غضبت والدتي ووالدي وقالا لا يحق لك الخروج فتحدثت معهم أنه لي حياة خاصة ومن حقي أن أسيرها كيفما أشاء وليس كما تريدون لأن ذلك سوف يجعل زوجتي لا تثق في بأن أهلي هم من يريدون تسيير حياتنا والتدخل فيها لدرجة أن كل ما يحصل في فرش البيت وتجهيزه ليس لزوجتي أي رأي ولا يسمحون لها بالتدخل، والله حاولت كثيرا الإصلاح بينهم وجعلت زوجتي تعتذر لوالدتي عن أشياء لم تقم بها وأفهمت زوجتي أن تقابل الإساءه بالإحسان متمشيا بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن يحززني عدم رؤية أهلي لكل جميل تفعله زوجتي لهم وأنهم يرون الجانب السيئ الذي حاولت أن أفهم ما هو منهم ولكن كل الجواب أنها لم تفعل أي شيء، أليس من حقي الخروج في سكن مستقل وأن تكون لي حياتي المستقلة؟ وإن لم أفعل ما يريدونه فإنهم يغضبون علي، فهل من المعقول إما أن أفعل ما يريدونه حتى لو كان خارجا عن إرادتي وغير معقول ومنطقي يريدون من زوجتي كل شيء وهم لا يفعلون أي شيء أتمنى أن تتفهم وضعي لأنه طفح الكيل من هذه التصرفات ومنذ زواجي حاولت إفهام والدتي أنه لن تأتي امرأة تبعدني عنك لكن أتمنى منك يا والدتي عدم التدخل في حياتي الشخصية وتصر الوالدة في التدخل حتى إنها في مسألة الولادة تريد التدخل أين تلد زوجتي وفي أي مستشفى وكأنه لا رأي لي، فهل يجوز ذلك؟ وإن رفضت غضبت علي.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل المولى الكريم أن يزيل همك وأن يفرج كربك وأن يصلح ما بين زوجتك وأهلك إنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.

 وأول ما نوصيك به هو أن تستمر في العلاقة الحسنة بينك وبين زوجتك، وأن يعرف كل منكما للآخر حقه عليه ويقوم به على أكمل وجه، فهذا مما يسعد به الزوجان وتستقر به الأسرة، والحقوق الزوجية قد سبق بيانها بالفتوى رقم: 27662.

وعليك بالحرص على أن تعطي لكل من أهلك وزوجتك حقه، وراجع الفتوى رقم: 3489.

وليس بمستغرب أن تحصل المشاكل بين الزوجة وأهل الزوج لأسباب كثيرة كالغيرة أو الأقاويل ونحو ذلك، إلا أن من المهم جدا أن يكون الزوج حكيما في التعامل معها بحيث لا يؤثر ذلك على علاقته مع زوجته أو علاقته مع أهله، ولا شك أن من حقك أن تكون في بيت مستقل، بل ومن حق زوجتك عليك أن تكون في مسكن مستقل لا تتضرر فيه بوجود أحد معها، كما بينا بالفتوى رقم: 34802.

فإذا رغبتما في السكن المستقل فلا حرج عليك في المصير إليه ولو لم ترتض ذلك أمك، فالطاعة إنما تكون في المعروف وليس من المعروف أن يطيع الولد أمه فيما فيه ضرر عليه، أو في ترك ما هو واجب عليه، وراجع الفتوى رقم: 165457

ومهما أمكنك طاعة أمك والبر بها فافعل، وما يلحقك فيه ضرر ومشقة لا تلزمك طاعتها فيه، وراجع الفتوى رقم: 76303، ففيها بيان حدود طاعة الوالدين.

 والله أعلم.