عنوان الفتوى : من وقع على ذات محرم فاقتلوه
أوقع الشيطان في نفسي الهوى تجاه شقيقتي المتزوجة حتى أننا نفكر في الزنا والعياذ بالله ودائما أحاول التحرش بدبرها عندما تبيت عندنا وأنام إلى جوارها بالرغم من أنها أكبر مني بأكثر من عشرين عاما وهي لا تصدني مما يقوي عندي هذه الشهوة الملعونة فماذا أفعل جزاكم الله خيرا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكرته -أيها السائل- أمر خطير، والواجب عليكما الحذر من الوقوع فيه أو فيما هو أشد منه، إذ كيف يفكر الأخ بفعل المُحَرَّم مع أخته ؟!! وكيف يستسلم كل منكما لوسوسة الشيطان، ويحصل التمادي في التجاوزات الشرعية لهذا الحدّ؟!! وعلى أية حال فالواجب عليك أن لا تختلي بها مهما كانت الظروف، وأن لاتنام معها في سرير واحد بل ولا غرفة واحدة، واعلم أنه لا يجوز لك النظر أو مسها ما دمت تميل إليها الميل المذكور، ولا تمانع هي في ذلك. والواجب على أختك أيضاً مثل ذلك، وأن تحفظ حرمة زوجها، وأن تمنعك من أسباب الفساد....
وأخيراً نذكرك بأن الزنا من أعظم الكبائر، وهو مع المحارم أشد، حيث إن فاعله يعاقب في الإسلام بالقتل، محصناً كان أو غير محصن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من وقع على ذات محرم فاقتلوه" رواه أحمد و الحاكم .
ولا يخفى عليك أن الأخ مطالب بحماية أخته والذود عنها، وربما يفقد المرء حياته في الدفاع عن عرض أخته وشرفها، فلا يسوغ له بحال ولا يعقل أن يكون الأخ ذئباً يهتك عرضها.
وإليك بعض النصائح نوجزها لك في نقاط:
1- عليك بتقوى الله سبحانه والمحافظة على الفرائض، وأهمها الصلوات في أوقاتها جماعة في المسجد.
2- صاحب الأخيار والصالحين، واحرص على حضور مجالس العلم النافع.
3- ننصحك بالزواج إن كنت مستطيعاً، فإن لم تستطع فعليك بالصوم، كما في الحديث ... قال : صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" رواه البخاري و مسلم ، ومعنى ( وجاء ) وقاية من الزنا.
4- إذا دعتك نفسك إلى الريبة بأختك فتذكر أن الله مطلع عليك، وتذكر عواقب الزنا الوخيمة على المرء في الدنيا والآخرة، ويكفي أن الله نهى عباده عن الزنا وعن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه بقوله (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء: 32].
قال أهل التفسير : " إنه كان فاحشة " أي ذنباً عظيماً، " وساء سبيلا"أي وبئس طريقاً ومسلكاً.
5-أكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله أن يصرف عنك الفواحش، وأن يطهر قلبك وأن يحصن فرجك .
6-اشغل وقتك بالطاعة وتب إلى الله وأكثر من الاستغفار على ما اقترفته مع أختك، وعاهد الله على عدم تكرار ذلك.
وراجع الفتاوى السابقة التالية أرقامها:
14726 2376 5876
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.