عنوان الفتوى : لا حق لأحد في إجبار البالغ العاقل على الزواج بمن لا يريد
كان عمري 19 سنة عندما أجبرني أهلي أن أتزوج من امرأة أكبر مني سنا، ولم أرغب أن أتزوج منها، وحاولت إقناع أهلي بذلك لكنهم رفضوا، وعندما تزوجنا لم أكن أرغب أن أتكلم إليها، بل ولم أكن أرغب في النظر إليها فقلبي لم يحبها ولا يرغب بها، وقد حاولت أن أغير هذا الشعور لكني لم أقدر على ذلك لم أكن أكلمها ولا حتى أنظر إليها أبدا لا أدري لماذا، وكان هناك بيني وبينها حاجب بعد الزواج، وبعد شهر رجعت للخارج حيث أدرس وأعيش ولم أكن أكلمها إلا كل 6 أشهر مرة، وعندما أكلمها لا يوجد أي كلام أقوله لها، ولا هي عندها كلام نتحدث به، وكنت أقول لأهلي إني أريد أن أطلقها، لكن كانوا يخجلون من أهل البنت، وكنت أشعر بالذنب، وبعدها وافق أهلي أن أطلق، وفعلت ذلك بعد 4 سنين من الزواج البعيد، أشعر بالذنب تجاه هذه البنت المسكينة، لم يكن لها ذنب بالذي حصل، لكن أنا لم تكن لي رغبة بها أبدا لا أدري لماذا سبحان الله، فهل علي ذنب يا شيخ؟ وما الذي يجب علي فعله يا شيخ؟ أرجوك أفدني لأني أشعر بالذنب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حق لأحد في إجبار البالغ العاقل على الزواج بمن لا يريد، فلا ندري كيف أجبرك أهلك على الزواج بمن لا تريد؟ فإن كان الإجبار بمعنى الإكراه فالزواج غير صحيح، وإن كان لم يكن حصل إكراه وإنما وافقت على الزواج كارها، فلا يبطل الزواج بذلك، كما بيناه في الفتوى رقم: 13901.
لكنك في هذه الحال تأثم لظلمك امرأتك وإساءة عشرتها، وما دمت قد فارقتها فعليك التوبة إلى الله مما وقع منك من ظلم لها، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه مع استحلال هذه المرأة من ظلمك لها، وانظر الفتويين رقم: 36627 ورقم: 5646.
والله أعلم.