عنوان الفتوى : ترك الصلاة وسرعة الغضب دليل على سوء الدين والخلق

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا عمري 30، وعقدت قراني منذ 7 شهور، محتارة وغير متأكدة إن كنت حقا أريده حيث ظهرت العيوب بشخصيته، ومن ضمنها العصبية بدون سبب، وعدم الصلاة وغيرها، قمت بعمل الكثير من الاستخارة، لكن دون أن أصل لحل، أخاف أن أتركه نظرا لعدم صغري، وخوفي من صعوبة أن تأتي فرصة أخرى جيدة، أمي قامت بعمل استخارة أكثر من مرة وحلمت أكثر من حلم أو كما يقال رؤيا، وفسرتها عند شيخ وبصراحة قال لي إنها لا تبشر بخير بالنسبة لزواجي من هذا الشخص ....! ولكن ماذا لو كانت تلك الأحلام من الشيطان أو حديث نفس؟ وماذا لو كان تفسير هذا الشيخ خاطئا؟ كيف أتأكد أنها رؤيا من الله؟ مع العلم بأن والدتي فقط عندما تستخير تحلم بأحلام تخصني وخطيبي أي أنها على الأغلب رؤيا والله أعلم، وتكون أحداث متسلسلة وواضحة ومنطقية وبها الكثير من الرموز، هل هذه الرؤى شيء مهم، ويجب أن أنتبه لما يرسله لنا ربنا من خلالها؟ حيث هناك شيخ قال لي إنه لا يمكن أخذ أحكام من الرؤيا ولكن كيف؟ أليست الرؤيا إما تبشير أو تحذير؟ أي أننا يجب أن نهتم بما جاء بها؟ وعلى أساسه يمكن أن نستطيع أخذ قرار؟ أتمنى أن أفسر تلك الأحلام عند شيخ آخر للتأكد من صحة ما قاله، ولكن لا أجد أحدا ولا أعلم أين أذهب؟ أحتاج بالضرورة لشيخ يكون ثقة وعلى علم لكي يفسر لي الرؤيا لكي أتأكد من صحة ما قاله الشيخ الأول. أرجو المساعدة حيث إني محتارة ولا حل لي غير أني أعتمد على الله، وبما أن تلك الرؤى هي من عند الله، فيجب أن أهتم بها وأفسرها بشكل جيد فماذا أفعل ؟ أنا أعلم أنه لا يشترط أن نحلم بعد الاستخارة، ولكن هذا ما حصل، وأيضا موضوع أن يتيسر أو يتعسر الموضوع فأنا محتارة، وتارة أجده لا بأس به وتارة أجده سيئا؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فإن كان هذا الرجل على الحال المذكور فهو مفرط في دينه أشد التفريط، فتركه للصلاة ليس بالأمر الهين، بل هو ذنب عظيم وقطع للصلة مع الله تعالى، ولمعرفة خطورة ترك الصلاة راجعي الفتوى رقم: 1145.

فإذا انضم إلى ذلك كونه سريع الغضب كان ذلك دليلا على سوء دينه وخلقه، فكيف ارتضيته زوجا، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حث على اختيار صاحب الدين والخلق.

فينبغي على المسلمة الاستشارة أولا فيمن يتقدم للزواج منها، ومثله لا ينبغي لك الاستخارة في أمر إتمام الزواج منه، خاصة وأن من أهل العلم من ذهب إلى كفر تارك الصلاة وخروجه من الملة كما هو مبين بالفتوى التي أحلناك عليها أولا.

فالذي ننصحك به هو طلب الطلاق منه ولو في مقابل عوض وهو الخلع، فالطلاق الآن قبل دخوله بك أهون من الطلاق بعد الدخول، لأن آثاره أعظم ومشاكله قد تكون أكبر. وأحسني الظن بالله تعالى، ولا تخشي أن لا يأتي إليك خاطب، فكم من امرأة تقدمت بها السن ويسر الله لها من يتزوجها. وعليك أن تتذكري أن من النساء من تحرص حرصا شديدا على الزواج من رجل، فتتزوج منه فينكد عليها حياتها وتتمنى أن لو لم تتزوج منه، ففوضي أمرك إلى الله. وللفائدة راجعي الفتوى رقم :18430.

وأما فيما يتعلق بالرؤيا فنجيبك عنها عموما في النقاط التالية:

النقطة الأولى: أن الرؤيا التي من الله هي الرؤيا الصالحة، ومعنى صلاحها استقامتها وانتظامها كما قال أبو بكر بن العربي. فليس فيها شيء من أهاويل الشيطان. كما أنها ليست انعكاسا لهموم النفس في النهار .

النقطة الثانية: أن الرؤيا الصالحة لا تعدو فعلا من أن تكون تبشيراً أو تذكيراً كما بينا بالفتوى رقم: 36380 ومع ذلك لا يجوز أن نبني عليها أحكاما قاطعة دينية أو دنيوية، خاصة وأن تعبير الرؤى أمر عزيز، وكثيرا ما يقدم عليه من لا يحسنه. وانظري الفتوى رقم: 38258.

النقطة الثالثة: إذا استشارت المسلمة في أمر الزواج من شخص وتبين لها أنه مرضي دينا وخلقا، ثم استخارت الله تعالى في هذا الزواج، فإن كان في زواجها منه خير يسره الله لها وإلا صرفه عنها. 

ويمكنك مطالعة الاستخارة ونتيجتها في الفتوى رقم: 35920 ، والفتوى رقم: 19343.

وأما إن لم يكن مرضيا في دينه وخلقه فلتعرض عنه رأسا كما أسلفنا، فنصيحتنا لك أن لا تشغلي نفسك كثيرا بتعبير تلك الرؤيا، فقد يعبرها لك من لا يحسن التعبير فيحصل ما يقتضي الندم، فإن الرؤيا تقع على ما تعبر به كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 124223.

والله أعلم.