عنوان الفتوى : تحصيل ما هو معلوم من الدين بالضرورة لا يتعارض مع نوافل العبادات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

إذا نسي إنسان جزءا من الأمور التي تعرف من الدين بالضرورة، فما حكم دراسة هذه الأمور ثانية؟ وإذا كان الشخص مصابا بمرض أدى إلى بطء في فهمه ودراسته وكثرة نسيانه مما سيجعله يستغرق زمنا ليس قصيرا في دراستها، فهل الأفضل له إذا درس هذه الأمور ثانية أن يترك السنن وجزءا من الفرائض حتى ينتهي من دراسته حتى يجد وقتا يجعل دراسته أفضل بعد المرض الذى أصابه؟ أم الأفضل ترك السنن فقط لأجل ذلك الأمر؟ أم الأفضل عدم ترك السنن والفرائض وعليه بأدائها كلها بجانب دراسته؟ وما الحد الأدنى في دراسة هذا العلم في اليوم؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على آله وصحبه، وبعد:

فلا يمكننا تصور وجود ما ذكره الأخ السائل، فإن المعلوم من الدين بالضرورة هو أمور الدين وأحكامه التي ينتشر بين المسلمين وجوبها، أو تحريمها في الاعتقاد، أو العمل، كوجوب العمل بأركان الإسلام الخمسة، ووجوب اعتقاد أركان الإيمان الستة، وتحريم الزنا والعقوق والظلم والخمر والخنزير والقتل إلى غير ذلك من المسائل التي ينتشر بين المسلمين وجوبها، أو تحريمها في الاعتقاد، أو العمل، وهذا لا يحتاج تعلمه إلى تفرغ  وإلا لما كان معلوما من الدين بالضرورة، وراجع في هذا التعريف الفتويين رقم: 78151، ورقم: 124871.
وأما الذي يمكن تصوره فهو العلم الواجب، وهو ما يصحح المرء به عقيدته وعبادته ومهنته التي يعمل بها، فالواجب لتصحيح العقيدة: العلم بأركان الإيمان الستة بحيث ينشأ عن هذا العلم الاعتقاد الجازم بها على وجه الإجمال، والواجب لتصحيح العبادة: معرفة ما تتم به طهارة العبد وصلاته وصيامه، ويجب عليه أن يتعلم الحلال والحرام في أحكام المهنة التي يمتهنها كأحكام البيع لمن يعمل به ونحو ذلك، وتصير باقي العلوم في حقه مستحبة، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 56544.
فمثل هذه العلوم إنما يتصور تعارضها مع نوافل العبادات، وعند ذلك يقدم طلب العلم عليها.

وأما ما ذكره السائل من الدراسة التي تستغرق وقتا ليس بالقصير فليس بصحيح، فقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم المسيء في صلاته ما يقيم به هذه العبادة الجليلة في دقيقة واحدة، أو دقائق معدودة، ولا نتصور تعارض ذلك مع القيام بفرائض الإسلام العينية.  

والله أعلم.