عنوان الفتوى : المعاملة هذه تشتمل على قمار وغش وخداع

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

هناك موقع على الإنترنت يعرض إعلانات، ويدفع لمن يرى هذه الإعلانات كنوع من أنواع الدعاية،فيعطي سنتا واحدا عن كل إعلان، ولك 8 إعلانات في اليوم، ولكن بعض هذه الإعلانات تعلن عن مواقع قمار، وأنا لا أرى هذه الإعلانات، بل أرى الإعلانات الأخرى، وأكسب مالا من رؤيتها. ونتيجة لضآلة المكسب (8سنت في اليوم) فالشركة تسمح بتأجير أشخاص يرون هم الإعلانات، وتكسب أنت من ورائهم مثل ما يكسبونه من رؤية الإعلان (إذا رأى أحدهم إعلانا يكسب سنتا وأنا أكسب سنتا أيضا) ولكن هؤلاء الأشخاص لا يعرفهم أحد إلا الشركة. وما يدفع من فلوس لإيجار هؤلاء يذهب للشركة وليس للشخص المستأجر. فمن هو مستأجر لا يعرف أنه مستأجر أصلا، فقد أكون انا مستأجرا ولا أدري؛ لأن من يستأجر لا يأخذ ثمن إيجاره بل تأخذه الشركة. هؤلاء الأشخاص ليس هناك تواصل معهم لمنعهم أو تشجيعهم على الدخول على الإعلانات، هم سيدخلون سيدخلون أنا فقط أكسب من دخولهم من دون تشجيع؛ لأني لا يمكنني التواصل معهم، وكذلك ما أدفعه لإيجارهم تأخذه الشركة لتعطيني مثل ما يكسبون وليس الأشخاص. فإذا كانوا يرون الإعلاتات جميعها (قمار وغير قمار) فهل ما أجنيه من أموال منهم حلال أم حرام؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه المعاملة تشتمل على قمار وغش وخداع محرم، وذلك أن المبلغ الذي تأخذه الشركة وتعوض عنه مبالغ التصفح  بحسب عدد الأشخاص المستأجرين ومرات تصفحهم من باب القمار؛ لأنه دائر بين غنم مبلغ كبير إذا تصفح الأشخاص كثيرا من الإعلانات، وقد يغرم إن لم يتصفحوا. وتصفح الإعلانات غير مقصود في هذه العملية، وإنما المقصود المبالغ المحصلة من وراء ضغطات قد تحصل وقد لا تحصل .

وهذه الشركة تتعاقد مع أصحاب الإعلانات على ترويجها، فتدفع هي جزءا مما أعطي لها لبعض الأشخاص ليتصفحوا تلك الإعلانات أكثر من مرة، حتى يوهموا أصحاب الإعلان بتحقق مقصودهم ووصول الإعلان إلى عدد كبير من الناس، والواقع أنه لم يشاهده غير أشخاص معدودين. وهذه خداع بين.

وبالتالي فهذه المعاملة محرمة لما تشتمل عليه من المحاذير الشرعية. وراجع الفتوى رقم : 115013.

والله أعلم.