عنوان الفتوى : الغضب لله تعالى والرفق بالجاهل ومراتب الإنكار
متى يغضب المرء لله؟ ومتى يتخذ سبيل الرفق عندما يجد معصية أمامه؟ وهل يختلف الرد بالنسبة لمايجب أن تفعله الأم مع أولادها بهذا الصدد؟ أرجو شرح الموضوع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الغضب لله تعالى يتعين على المسلم عند ما يرى حرمات الله تنتهك أمامه ويرى المنكر فيجب عليه تغييره حسب استطاعته لا سيما إذا كان المنكر من شخص قريب منه مثل أبنائه، لأنهم أولى بالنصح والإرشاد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
لكن ينبغي استصحاب الرفق، فإنه مطلوب في كل شيء من كل أحد، ثم إن تغيير المنكر له مراتب، فالأم مثلا إذا رأت أبناءها على منكر فعليها أن تنهاهم ولها أن تلجأ إلى التغيير باليد إن كان مما يغيرباليد إن أفاد ذلك ولم تترتب عليه مفسدة أعظم مما هم عليه، فإن علمت أنه لا فائدة من ذلك لم يشرع وبقي الإنكار باللسان، ثم الإنكار بالقلب هذا مع استعمال الرفق في جميع الأمور، لأنه لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، كما جاء في الحديث، فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. رواه مسلم.
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب ينبغي مراعاتها، ذكرنا جملة منها في الفتويين رقم: 52338، ورقم: 53349.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 15906.
والله أعلم.