عنوان الفتوى : الاختلاط في البيت الحرام

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

سؤالي عن مشروعية اختلاط المرأة بالرجل أثناء الطواف، وفي الصلاة حول الكعبة، وداخل الحرم المكي بالدليل الشرعي في عصرنا هذا في ظل التزايد الكبير والمطرد في أعداد المسلمين، واختلاف ثقافاتهم، ودرجة درايتهم بأمور دينهم والتزامهم بها. فلقد سافرت لآداء فريضة الحج، وفي حقيقة الأمر لم أستمتع برحلتي التي ظللت لمدة سبع سنوات أجمع في ثمنها، وذلك لما تعرضت له من مواقف أجدها عيبا فى حق المسلمين الاستمرار عليها، وعدم الوقوف عندها وإصلاح ما يفسد على المسلمين شعائرهم. وسامحني على الإطالة، فقد هالني تصرفات بعض رجال المسلمين، وعدم إلمامهم بأبسط أمور دينهم، فسأسرد عليك بعض السلبيات التي واجهتني، ووددت لو أجد من يعينني على تغييرها، وأتمنى أن تكونوا عونا لي في ذلك بإذن الله. فمثلا تجد منهم من يترك إزاره ينزل تحت السرة أو يرفعه فوق الركبة، ومنهم من يلتصق بالسيدات أثناء الطواف، ربما للزحام الشديد، وربما بقصد أو بغير قصد، ومنهم من يجلس وسط الأماكن المخصصة للسيدات بحجة أنه يلازم زوجته بالرغم من وجود الموبيلات مع الجميع. أما عن مرور الرجال وسط الأماكن المخصصة للسيدات فحدث ولا حرج، وقد تحتاج المرأة للاستلقاء على الأرض لأخذ بعض الراحة بسبب فترة الجلوس الطويلة انتظارا للصلاة، ولكن هذا لا يثني الرجال عن الجلوس أو المرور وسط صفوف النساء(قال لى أحدهم عندما اعترضت على مروره من بيننا إنه يريد ملء الماء، برغم أن الماء موجود فى كل مكان بالحرم، ولكنه يستقرب المكان)، أعرف أن هناك رجال أمن لإبعاد الرجال عن أماكن النساء، لكن هذا غير كاف فسرعان ما يعودون مرة أخرى خاصة مع وجود عقليات و ثقافات مختلفة داخل الحرم لا تأبه بالجلوس وسط السيدات .. على كل الأحوال فالمرأة المسلمة تتعرض لانتهاكات عديدة داخل الحرم، ولا نعلم لمن نشتكي، فقد حاولت الوصول إلى المسؤول عن الحرم ولم أتستطيع الوصول إليه. كما أتساءل هل هناك دليل شرعي على أن تحرم المرأة من الصلاة أمام الكعبة ومن عبادة النظر إليها، نعم أعلم أن النساء على عهد النبي كانوا يصلون خلف الرجال، ولكن كم كان عدد المسلمين حينئذ، وكم عددهم الآن، ففي ذلك الوقت كانت المرأة تستطيع من خلف الرجال رؤية الكعبة، أما الآن بعد أن زاد عدد المسلمين بحيث لا تستطيع المرأة الضعيفة الوصول إلى الكعبة، أو حتى النظر إليها وخاصة أثناء الحج بعد أن استأثر الرجال بجميع الأماكن المحيطة بالكعبة حتى في الأدوار العليا من الحرم ؟ فوالله ما استطعت أثناء حجي الصلاة قريبا من الكعبة ولا حتى مجرد النظر إليها إلا قليلا جدا وبالكاد، فشرطة الحرم وحتى الرجال يرجعوننا إلى الخلف حتى يستحيل علينا رؤية الكعبة. و إني أتساءل من يتحمل هذه الأوزار عن المسلمين؟ وأقترح أن تخصص أبواب مخصصة وأماكن مغلقة للسيدات على غرار المسجد النبوي لضمان عدم دخول الرجال إلى أماكن النساء، وتصل إلى السور المحيط بالكعبة حتى تتوفر المساحة المطلوبة للطائفين لمن يقول إن طبيعة المسجد الحرام غير طبيعة المسجد النبوي. كما أتساءل لماذا لا يحدد مكان للصلاة للنساء فقط حول الكعبة أليس هذا من حق المرأة التي شرفها الله ورسوله، وساوى الله تعالى بينها وبين الرجل في الأعمال الصالحات والشعائر، وخاصة إذا كانت تطوف وبدأت الصلاة أثناء طوافها فوالله حدث هذا لي أثناء الحج، وكنا نلتصق بعضنا ببعض رجال ونساء أثناء الصلاة. فهل هذا يرضى الله ورسوله أو القائمين على الحرم؟ لماذا لا ترحموا ضعف نساء المسلمين وتخصصوا لهن أماكن للصلاة أمام الكعبة عن طريق لافتات توضع بجميع اللغات، وأشرطة يمسك بها رجال الأمن على غرار المسجد النبوي أيضا عند بدء الصلاة؟ كما أتساءل لماذا لا تخصص مواعيد لطواف السيدات فقط حتى نحمي كل امرأة حرة من الاحتكاكات بالرجال؟ هل يضير الرجال أن تخصص ست ساعات على مدار اليوم للطواف على سبيل المثال لصيانة المرأة التي قد تكون أما أو أختا أو زوجة لأحدهم ؟ لماذا لا يعيد القائمون على الحرم النظر في مثل تلك الأمور للحفاظ على المرأة من تلك التجاوزات التي قد تحدث إما للزحام الشديد أو لجهل بعض المسلمين، وإلا فهم من يتحمل كل تلك الآثام التي تتعرض لها المرأة المسلمة. إن كنت على حق رجاء إفادتي ومساعدتي لتغيير هذا المنكر، فاستمرار الأمر لزمن لا يعني صحته ولا يبرر استمراره، وإعادة النظر في الأمور التي تمس المسلمين من الأمور الحميدة والتى لجأ اليها خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام. فرجاء تمرير رسالتي إلى كل القائمين على الحرم المكي، و إن لزم الأمر إلى جلالة الملك لإصدار أمر ملكي بذلك، لعل الله أن يكتب على أيديكم خير وراحة المسلمين والمسلمات. فهذه أمانة بين يديكم كما أسأل عن مشروعية سفر المرأة بدون محرم للحج أو العمرة أو غيرها بعد سن الخامسة والأربعين، وهل هناك دليل شرعي على ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبارك الله فيك، وجزاك خيرا على غيرتك على محارم الله، وحرصك على الستر والاحتشام، واعلمي أن الأختلاط بين الرجال والنساء إذا خشيت معه الفتنة لا يباح في أي حال من الأحوال لا بمكة ولا بغيرها. وراجعي في ذلك ما كنا قد بيناه مفصلا في فتوانا رقم: 22371. فقد ذكرنا فيها ما ينبغي أن تفعله النساء في الطواف، كما نص عليه أهل العلم، وأن ما يجري من الاختلاط الآن حول البيت غير مشروع، ويتعين على من بيده الأمر أن يسعى قدر استطاعته في وضع برنامج يمنع الاختلاط المذموم. وراجعي في هذا الفتوى رقم: 139765.

وأما سفر المرأة للحج أو العمرة بدون محرم فلا يجوز، لكن يخفف عن المرأة العجوز التي لا يخش عليها فتنة، وراجعي تفصيل هذا الموضوع في الفتوى رقم: 14798.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
العلاقة العاطفية مع الفتاة بمعرفة عائلتها
نشر صور نساء منتقبات على مواقع التواصل الاجتماعي
علاج وقوع المتزوجة في عشق رجل متزوج
زيارة أسرة العم المتوفى للإيناس والملاعبة
حكم العمل بنقل امرأة متبرجة في السيارة أو أسرة لأماكن الفرح
لا ينبغي الامتناع عن الزواج بسبب العلاقات العاطفية الماضية
مراسلة الفتاة من تحبه على فترات متباعدة للاطمئنان عليه
العلاقة العاطفية مع الفتاة بمعرفة عائلتها
نشر صور نساء منتقبات على مواقع التواصل الاجتماعي
علاج وقوع المتزوجة في عشق رجل متزوج
زيارة أسرة العم المتوفى للإيناس والملاعبة
حكم العمل بنقل امرأة متبرجة في السيارة أو أسرة لأماكن الفرح
لا ينبغي الامتناع عن الزواج بسبب العلاقات العاطفية الماضية
مراسلة الفتاة من تحبه على فترات متباعدة للاطمئنان عليه