عنوان الفتوى : عالج نشوز زوجتك ولا تعجل بطلاقها
أنا شاب تزوجت ثلاث مرات، ولم أجد الصالحة فيهن، تزوجت الأولى وكانت سيئة جدا حتى أنني طلقتها بعدما طعنتني بسكين، عندما علمت ومنها أنها زنت، وكان هذا الزواج من حوالي عشرة أعوام، ولم يستمر عامين، وأنجبت منه بنتا، وهي تعيش معي، وكرهت الزواج والنساء عموما، ولكن الناس قالوا لي ليس كل النساء مثل بعض، ورشحوا لي واحده قريبتي وتزوجتها، ولكن لم يستمر الزواج خمسة شهور حتى بدأت المشاكل، وكانت سليطة اللسان مع أهلي، ورفضوها رفضا باتا، وطلقتها، وأنجبت لي ولدا وهو يعيش معها الآن، وأنفق عليه. وبعد فترة تزوجت الثالثة فكانت سليطة اللسان، وتعامل ابنتي بقسوة حتى أنني كرهتها، وأيضا أنجبت لي ولدا وتقول لي إنها حامل في شهرين، وهى الآن في بيت والدها. مع العلم أنني نصحتها كثيرا وضربتها كثيرا، وكلمت أهلها كثيرا ولكن بدون جدوى. و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أن الزوجة إذا نشزت فقد جعل الله تعالى أمورا لمعالجة نشوزها، وهي خطوات مبينة في كتاب الله تعالى، وتجدها بالفتوى رقم: 1103. فالطلاق ليس بأول الحلول بل هو آخرها. ثم إنه لا تجب طاعة الوالدين في طلاق الزوجة إلا إذا كان لذلك مسوغ شرعي كسوء خلقها ونحو ذلك، وراجع الفتوى رقم: 69024.
وهذه الزوجة الثالثة فلا شك في أن سلاطة لسانها – إن ثبتت – أمر سيء ومذموم شرعا، كما أن قسوتها على ابنتك أمر سيء أيضا.
ومع ذلك نوصيك بأن لا تعجل إلى طلاقها، بل اعمل على علاج نشوزها بما ذكرناه سابقا، وإن كنت كرهت منها بعض الخلق فقد ترضى منها آخر.
ثبت في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر.
وإسكان الزوج ولده من زوجة أخرى مع إحدى زوجاته لا يلزم الزوجة الموافقة عليه بإطلاق، وإنما مقيد بضوابط يمكنك الاطلاع عليها بالفتويين 73093 ،125023.
والمقصود أن تجعل الطلاق آخر الحلول، ولا تلجأ إليه إلا إذا ترجحت مصلحته.
ولتعلم أن السلامة من جميع المنغصات في الزوجة أو غيرها أمر نا در، فلا تستعجل وعالج زوجك ما أمكن حتى لا تزداد أسرتك تشرذما وتفككا.
وللفائدة راجع الفتوى رقم 23255، والفتوى رقم: 140155.
والله أعلم.