عنوان الفتوى : موقف الرجل إذا علم أن رجلا يتحدث مع زوجة صديقه حديثا محرما

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا رأيت زوجة صديقي تكلم شخصا في التليفون، وهذا الشخص هو صديقه جداً جداً. فماذا أفعل؟ هل أقول له إني أخاف من الله، هل هذا من رأى منكم منكراً فليغيره؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما ينبغي التنبيه له أولاً هو حمل أمر المسلمين على السلامة حتى يتبين خلافها، فلا يجوز أن يظن بالمسلم سوءا لمجرد رؤيته يحدث امرأة من غير التأكد من حقيقة المحادثة التي تجري بينهما، وانظر الفتوى رقم: 19659.

وإذا ثبت أن الحديث الذي يجري بينهما مما لا يحل شرعاً فعليه أن ينكر على من رآه منهما يحدث الآخر، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

وقولك له (إني أخاف الله) تعريضاً عليه وتخويفاً له من هذا المنكر، وتذكيراً له بالله نرجو أن يكون مما تبرأ به الذمة، أورد الحافظ ابن رجب في كتابه: اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى. عن بعض السلف الإنكار بقريب من هذا حيث قال: وكان أصحاب ابن مسعود إذا رأوا قوماً على ما يُكره يقولون لهم: مهلا مهلا بارك الله فيكم. ورأى بعض التابعين رجلاً واقفاً مع امرأة فقال لهما: إن الله يراكما، سترنا الله وإياكما... قال شعيب بن حرب: ربما مر سفيان الثوري بقوم يلعبون الشطرنج، فيقول: ما يصنع هؤلاء، فيقال له: يا أبا عبد الله ينظرون في كتاب. فيُطاطيء رأسه ويمضي، وإنما يريد بذلك ليُعلم أنه قد أنكر. انتهى.

فالمهم أن يحصل ما يرجى أن يتحقق به المقصود، وهذا الأسلوب قد يكون أحياناً أبلغ وأقوى تأثيراً على فاعل المنكر وأبعث له على الحياء وترك المنكر. وإذا لم يزدجر وتكرر منه هذا الفعل فيمكن تهديده بإخبار الزوج، عسى أن يخاف فيترك هذا الفعل المنكر.

والله أعلم.