عنوان الفتوى : دعوة الوالد على ولده بين القبول والرد

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا بنت في الخامسة والأربعين من العمر، كنت وما زلت مميزة في علمي وعملي ومنصبي، وأنا أنتقل من نجاح إلى آخر، والناس يحسدونني على تفوقي ونجاحي وشخصيتي المتفوقة، وبعضهم يحاول معاداتي وابتزازي والافتراء عليّ فيبوء بالفشل، كل ذلك بسبب رضى أمي عني... إذ قد أوقفت عمري وحياتي وعملي في خدمتها وخدمة أبي وإخوتي. وكانت أمي كلما تقدم أي رجل لخطبتي تنوح وتبكي وتكاد تموت همًّا وغمًّا، وكأنها تريد إبقائي بجانبها مدى الحياة دون أن يشاركها أحد في أمري. إلى أن أصبحت الآن عاجزة عن الحركة، وباتت مريضة بمرض الزهايمر، فهي لا تتحرك ولا تتذكر إلا القليل القليل، حتى تبدو غالبًا لا تعرفني، نسيتني ونسيت ملامحي، ولا تتفوه بأية كلمة تدل على الرضى، بل أسمعها تدعو علي بالويل والموت والعذاب و... وباتت تغضب علي بدلاً من أن ترضى عني؟ أكاد أموت من همّي. فهل سيستجيب الله دعاءها وهي مصابة بداء الخرف؟ أرجوكم ساعدوني على تجاوز هذا الهمّ.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

 

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت بارة بأمك قائمة بحقها فلا يضرك دعاؤها عليك بغير حق - ولو كانت في كامل عقلها فضلا عن دعائها وهي لا تعي – فإن دعاء الوالدين على ولدهما يستجاب إذا كان الولد ظالما لهما.

قال ابن علان : " (ودعوة الوالد على والده) أي إذا ظلمه ولو بعقوقه " دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين - (6 / 301)

و قال المناوي : " وما ذكر في الوالد محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق " التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوي - (1 / 950) وانظري الفتوى رقم : 65339

واعلمي أنه لا يحق لأمك أو غيرها منعك من الزواج ممن يتقدم إليك إذا كان كفؤا لك ، كما ننبهك إلى أنه يجوز للمرأة أن تعرض تزويج نفسهاعلى الرجل الصالح ، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم :108281

وأبشري خيرا ببركة برّك بوالديك، فإنه من أحب الأعمال إلى الله، ومن أعظم أسباب رضوانه.

والله أعلم.