عنوان الفتوى : عدم مشروعية الغلو في الوطن وحكم مقولة يحلها ألف حلال

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم قول العبارات التالية: مهما أغرتني الدنيا عنك تبقى وطني فاغفر لي يا سيد الكون ياوطني ـ يحلها ألف حلال؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العبارة الأولى فيها شيء من الغلو وقد قدمنا الكلام على خطر الغلو في الوطن، وجواز محبته والسعي في مصلحته في الفتاوى التالية أرقامها:38887، 130560، 9222.

فقوله سيد الكون فيه غلو ظاهر، فالكون سيده في الحقيقة هو الله خالقه ومالكه، وحتى لو قلنا إن القائل أراد فضل وطنه على غيره فهذا كذب، لأن في الكون ما هو أفضل من هذا البلد، لأن الكون يشمل العرش والكرسي والجنة والنار وهناك بعض البلدان لها فضل خاص كمكة والمدينة وبيت المقدس، فلا يفضل عليها غيرها.

وكذا قوله: اغفر لي، وإن كان طلب الإنسان الاستسماح من شخص لآخر مباحا في الأصل، ولكن العرف اللغوي إنما عهد فيه طلب المغفرة من الله، وقد أحدث بعض الملوك من المتأخرين زعمه أن الوطن غفور، وهذا من الغلو، وأعظم منه جعل الوطن والملك مع الله في الثلاثي الذي يحمل الناس على الولاء له.

وأما العبارة الثانية: فلا شيء فيها إن قصد بها أن مشكلة ما يوجد لها عدة حلول.

والله أعلم.