عنوان الفتوى : التحايل للحصول على منحة مضاعفة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

يا شيخ أنا طالبة أدرس في جامعة فيها طلاب من نفس مدينتنا مثلي وآخرون من خارج المدينة حيث يحصل الطلاب القاطنون في المدينة على منحة دراسية تساعدهم على اقتناء الكتب ومختلف اللوازم المدرسية, أما الطلاب الداخليون ـ أي من خارج المدينة ـ فيحصلون على منحة مضاعفة نظرا لما يتطلب الأمر من سكن وأكل وشرب بالإضافة إلى اللوازم المدرسية, وأنا يا شيخ بصفتي أقطن في نفس المدينة يجب أن أحصل على منحة عادية, ولكن أبي قام بمجموعة من الإجراءات غير القانونية لكي أحصل على المنحة مضاعفة والآن يا شيخ قد استهلكت نصفها والباقي لا زلت أحتفظ به عندي مخبئا, ولا أعرف هل هذا المال الذي عندي حلال أم حرام؟ والمشكلة أن أبي عصبي ولو علم بالأمر لحدثت مشاكل في البيت تكون أمي هي الضحية الكبرى من ورائها وأنا الآن محتاجة لهذا المال لكي أشتري مجموعة من اللوازم ولا أعرف هل أستهلك المال الذي بقي أم ماذا؟ ولو طلبت من أبي المال لشرائها فسيسئلني ماذا فعلت بمنحتك الدراسية؟ وهو يعلم أنني لا يمكن أن أستهلكها بهذه السرعة، والآن ماذا أفعل يا شيخ؟ وهل أنا مسئولة عن مالي؟ أم أبي هو المسئول؟ وما الحل لهذه المشكلة؟ وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز التحايل لأخذ ما ليس مستحقا، لأن ذلك من الغش المحرم، لقوله  صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم.

ويجب التزام الشروط التي تحددها الدولة، أو الجامعة لاستحقاق تلك المنحة، لما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقاً وأبو داود.

وعلى هذا، فلا يجوز لك أخذ المنحة الزائدة على ما تستحقينه، وكون أبيك هو من تولى إجراءات التحايل لا يبيح لك أخذ ما ليس لك، ولو أمرك بذلك فلا طاعة له فيه، إذ لا طاعة لمخلوق مهما كان في معصية الخالق سبحانه، ومن التمس رضا الناس بما يسخط الخالق سبحانه سخط عليه وأسخط عليه الناس، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث علي ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما الطاعة في المعروف.

فتوبي إلى الله تعالى من أخذ تلك المنحة الزائدة، ومن شروط التوبة أن تعيدي المبلغ الزائد عما تستحقينه إلى الجهة التي تصرفه، ولا يلزمك أن تصرحي لهم بسببه، لأن المعتبر هو وصوله، وما بيدك الآن مما لا تستحقينه ينطبق عليه ما ذكرناه من وجوب رده، وخوفك من غضب أبيك لا يبيح لك أكل الحرام، وخشية الله أولى، ويمكن التلطف مع أبيك، وفي المعاريض مندوحة للمؤمن عن الكذب، كما بينا في الفتوى رقم: 1126.

كما ينبغي أن تبيني لأبيك حرمة أخذك لما لا تستحقينه من تلك المنحة وأن عاقبة أكل الحرام وخيمة، وربما يقبل نصيحتك  ويستجيب لموعظتك، وأما هل أنت مسؤولة عن مالك؟ فنعم، لأن المرأة البالغة الرشيدة مسؤولة عن مالها ولها ذمتها المالية المستقلة، ولمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 139758، 143883، 110463، 33965.

والله أعلم.