عنوان الفتوى : حكم النصرانية إذا أسلمت وبقي زوجها على دينه
أنا جورج والحمد لله قد أسلمت وهديت إلى الدين الحق ولدي استفساران: الاستفسار الأول: قد أسلمت أختي الآن معي، ولكنها كانت متزوجة وتركت بلدتي أنا وهي للبعد عن مجتمع الكفر، فهل لو زوجتها لمسلم ليس بهذا الأمر شيء على العلم أنها مازالت متزوجة من نصراني وهربت معي. والاستفسار الثاني: لقد أبلغتكم سابقا أنه عندما علم القساوسة في الكنيسة بإسلامنا قدموا إلينا وآخذوا يلقون علينا الشبهات وسيادتكم نصحتمونا بعدم السماع إليهم وتركهم وهذا ما فعلناه الآن، ولكن لم يتركونا إلا بعد أن ملئونا بشبهة ونحن الآن قد تركناهم وبعدنا عن شبهاتهم وقد أجبتم سيادتكم على جزء من هذه الشبهة فنستحلفكم بالله أن تجيبوا على سؤالنا التالي بجميع عناصره الذي يلم بجميع عناصر الشبهة ويكون أجركم على الله ولن ننساكم من الدعاء حتى نتخلص من هذه الشبهة ونلتفت إلى ديننا الجديد الحق وأن تكون إجابة كل نقطة في هذه الشبهة على حد فنحن نسأل فيكم روح إخوة الإسلام ونرجو أن تجيبونا على هذه الشبهة، فهل في الرواية التي تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة في السابعة بمعنى عقد عليها ودخل بها في التاسعة كان عندما طلب عائشة للزواج وهي في السابعة كان يريد أن يدخل بها ولكن بناء على رغبة أبيها أبي بكر عقد عليها عقدا وهي في السابعة ولم يدخل بها إلا في التاسعة؟ أو هل حسب الرواية التي تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة في السادسة بمعنى عقد عليها وفي التاسعة دخل بها كان عندما طلب عائشة للزواج وهي في السادسة كان يريد أن يدخل بها وهي في السادسة، ولكن بناء على رغبة أبيها أبي بكر عقد عليها فقط وهي في السادسة ولم يدخل بها إلا وهي في التاسعة؟ وهل حسب الروايتين التي تقول الأولى إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي في السابعة بمعنى عقد عليها ودخل بها في التاسعة؟ وهل وحسب الرواية الثانية التي تقول إنه تزوج عائشة وهي في السادسة بمعنى عقد عليها ودخل بها وهي في التاسعة حسب تلك الروايتين؟ وهل كان في أي فترة بعد أن تزوج عائشة بمعنى عقد عليها يريد الدخول بها في أي فترة قبل أن تصل إلى سن التاسعة، ولكن بناء على رغبة أبيها أبي بكر لم يدخل بها إلا وهي في التاسعة؟ نرجو من سيادتكم أن تكون إجابتكم موضحة لكل تلك النقاط وأن تذكروا في الإجابة أنكم تقصدون تلك الروايتين التي تقول الأولى إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي في السادسة ودخل بها وهي في التاسعة والتي تقول الثانية فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي في السابعة ودخل بها وهي في التاسعة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئ أختك على نعمة الدخول في الإسلام ونسأل الله تعالى أن يثبتها عليه ويثيبها خيرا، وأن يثيبك على إسلامها إن كنت سببا فيه، فالدال على الخير له مثل أجر فاعله.
وإذا أسلمت المرأة اليهودية، أو النصرانية وبقي زوجها على دينه انفسخ نكاحها في الحال، وإذا انقضت عدتها بوضع الحمل إن كانت حاملا، أو بثلاث حيضات إن كانت غير حامل جاز لها الزواج من غيره، وراجع في هذا الفتوى رقم: 49275.
فهذا من حيث الحكم الشرعي، لكن لا بد أن تراعي أنها ما تزال زوجة للأول في حكم القانون ويترتب على ذلك أمور كثيرة فلا ينبغي أن تتزوج حتى تحصل على طلاق رسمي من زوجها الأول.
وأما بالنسبة لزواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة ـ رضي الله عنها: فنؤكد لك على ما ذكرناه سابقا بأننا لم نجد رواية تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عازما على الدخول بها وهي في سن السابعة، فإن كان لهؤلاء القساوسة مرجع إسلامي موثوق فليبينوه لنا، ولن يستطيعوا، واعلم أن المضارة في الإسلام ممنوعة شرعا، فمن القواعد الشرعية عندنا انتفاء الضرر، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا ضرر ولا ضرار.
فلا يجوز وطء غير المطيقة كما بينا لك في فتاوى سابقة، والنبي صلى الله عليه وسلم أكمل خلقا من أن يفعل ما يضر بعائشة ـ رضي الله عنها ـ ولا يحل لمسلم أن يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل شيئا من ذلك، وننصحك بالتركيز على دراسة سنته ومعرفة سيرته بدلا من الإصغاء للشبهات التي لا تنتهي ما وجد أعداء الله ورسوله، وإن أمكنك تغيير هذه البيئة التي قد تتعرض فيها لمثل هذه الشبهات فهو أولى حتى تتمكن من الرسوخ في العلم.
والله أعلم.