عنوان الفتوى : الأسلوب الأمثل لمناصحة من يستمع للأغاني

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كيف أنصح سامع الأغاني بأسلوب لا يجعله ينفر مني ؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالرفق محمود في الأمر كله، والرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، ومناصحة من يرتكب المنكر سواء في ذلك سماع المعازف أو غيرها من المنكرات ينبغي أن تكون بالأسلوب الأمثل الأرفق الأدعى لقبول المنصوح واستجابته للنصح.

 فتبين له أنك إنما تنصحه لخوفك عليه وحبك له وخوفك أن يصيبه عذاب الله تعالى أو أن يعرض نفسه لسخطه وعقوبته، وأنك لو لم تكن محبا له حريصا على مصلحته لما ناصحته في هذا الأمر، وحبذا لو أثنيت على بعض ما فيه من خصال الخير فقلت له مثلا: أنت من المحافظين على الصلاة وصيام رمضان وفيك خير كثير ولكن حبذا لو كملت هذه الفضائل بترك هذا الشيء الذي نهى الله عنه.

 ويبين له ما أمكن الحكمة في نهي الشرع عن هذا الأمر وأنه إنما نهى عنه لمصلحة العبد، فيذكر له مثلا ما نبه عليه العلماء وما هو معلوم بالمشاهدة من الأثر العظيم الذي يحدثه الإقبال على سماع المعازف في إفساد القلب وصده عما يجب عليه الاشتغال به.

 ويذكر له أن الأمر قد يكون صعبا في أوله لترك ما ألفه واعتاده، ولكنه بقليل من المجاهدة وشغل النفس بما ينفع والإقبال على القرآن سماعا وتلاوة وحفظا سيسهل عليه هذا الأمر جدا، وسيشعر بعد ما يمن الله عليه بالتوبة بعظيم ما فرط فيه من الوقت الذي صرفه في هذا اللهو وأنه قد فاته من الأنس بالله والتلذذ بمناجاته شيء كثير وحينئذ سيبذل وسعه في تدارك ما فاته من ذلك، نسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوبة والهداية.

والله أعلم.