عنوان الفتوى : من تزوج بعد موت امرأته بشهر هل يعد متسرعا
جعلكم الله سببا في الهداية إلى الطريق المستقيم، لقد توفيت زوجتي (31 عاما) في نهاية شهر أكتوبر 2010، وأنا الآن عمري (37 عاما)، ومعي أطفال صغار (بنت 8 سنوات، وبنت 6 سنوات وولد سنتان من العمر) وبعد الوفاة فكرت في أمر هؤلاء الأولاد، وطموحي في الحياة بتكوين أسرة إسلامية، والعمل على تربية هؤلاء الأولاد بما يرضي الله (كما كنا نهدف أنا وزوجتي)، وأن أتزوج زوجة أخرى تعينني على هذا الهدف كما كانت تعينني عليه حبيبتي فى الله وزوجتي التى توفاها الله وهي فى شبابها، وإني راض بهذ القضاء، ولكني الآن أجد صعوبة مع ظروف عملي ورعاية الأولاد، وكذلك جدتهم (والدة المتوفاة) التي تأتي بعض الأيام للجلوس بالأولاد، ويكون هذا على حساب راحتي وسكنتى في المنزل، فأنا أشعر أنني في حاجة إلى إنسانة تعينني على تأدية رسالتي بما يرضي الله في هذه الحياة الدنيا، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم إني أحتسبها عندك، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها.. وحتى لا أطيل عليكم لقد تقدمت للزواج من أختها (23 عاما) بعد شهر واحد فقط من الوفاة، حيث إننى مدرك أنها سوف تعيننى على تربية أولاد أختها بكل حب وتضحية، وإننى بعون الله لن أظلمها وأعطيها جميع حقوقها، ولكني فوجئت بأن استنكر علي الجميع من أهلها (حتى الأخت نفسها) هذا الأمر وصرحوا لي إننا حزانى على من توفيت، ونحن في فترة حداد، ولا نستطيع التفكير الآن في هذه الأمور، وكيف أنني كنت أحب المتوفاة لهذه الدرجة، وكيف أطلب الآن طلبا كهذا؟ معذرة للإطالة ولكني أريد رأيكم بما يرضي الله، هل فعلاً أنا تسرعت في هذا أم أنني على صواب؟ فقد أصبحت في حيرة من أمري ورجعت إلى قصة سيدنا عثمان بن عفان وزواجه من ابنتي الرسول واسترشدت بها، ولكنهم أصروا أنني في عجلة غير طبيعية من أمري؟ جزاكم الله خيراً ونفع الأمة بما تعلمونه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يرحم زوجتك ويغفر لها، ثم إن ما ما قمت به من خطبة أخت زوجتك بعد شهر من وفاتها ليس فيه تسرع، ولا حق لهم في استنكار هذا الأمر، بل ينبغي عليهم المبادرة بتزويجك منها -إن رضيت بك- لما في ذلك من المصالح الظاهرة، ولا مانع من بيان هذا الأمر لأهل زوجتك ومعاودة الطلب، ويمكنك الاستعانة على ذلك ببعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم ممن يثقون بهم ويقبلون قولهم، علماً بأن الإحداد المشروع على غير الزوج ثلاثة أيام فقط، ففي عون المعبود شرح سنن أبي داود: .. وفيه دلالة على أن البكاء والتحزن على الميت من غير ندبة ونياحة جائز ثلاثة أيام. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 19747.
والله أعلم.