عنوان الفتوى : رعاية الأم من أعظم أبواب التقرب إلى الله
أنا أبي متوفى، ولي أخ واحد وثلاث بنات، الكل متزوجون، وأمي تعيش عندي، وأنا متزوج ولي أربعة أولاد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن إسكانك أمك معك ورعايتك لها قربة عظيمة، فالإحسان إلى الوالدين، والأم خاصة، من أعظم أبواب الخير، ونفعه يعود عليك في دنياك وآخرتك، فمهما أمكنك القيام بذلك فافعل وأنت الرابح، واستحضار القربة مما يعينك على ذلك. وراجع فضل بر الوالدين بالفتوى رقم 58735.
وإن كنت تقصد بكون إخوتك لا يعترفون بشيء أنهم لا يحفظون لك هذا الجميل فهم مخطئون في ذلك، فإنك قد قمت بشيء مما هو واجب عليكم جميعا. ومن شأن الكريم حفظ الجميل لمن أسدى إليه معروفا. ولكن إذا لم يحفظ لك إخوتك ما فعلت فلا تيأس، واحتسب عملك عند الله على أي حال، وأجرك محفوظ عند الله بإذنه سبحانه. قال تعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا {المزمل: 20}.
وإذا كان الوالدان أو أحدهما في حاجة إلى النفقة أو السكنى أو نحوهما فإن ذلك واجب على الأولاد جميعا، الذكور منهم والإناث، كل بحسبه كما بينا بالفتوى رقم: 20338. فإذا كنت ترغب في أن يشركوك في هذا الأمر، فإن ذلك واجب عليهم كما ذكرنا. فنوصيك بأن تناقش معهم هذا الموضوع بشيء من اللطف، وأن تبين لهم مسئوليتهم في هذا الجانب وخطورة التفريط فيه.
وإن لم يستجيبوا أو بعض منهم لمساعدتك، أو كانوا لا يملكون من المال ما يسع الإنفاق على الأم فإن المسؤولية تبقى عليك وحدك، أو مع مشاركة من استجاب لمشاركتك، ولا يجوز أن تتخلى عن أمك بحجة أنها مسؤولية الجميع، ولكنك حينئذ تفوز بالأجر الكثير.
والله أعلم.