عنوان الفتوى : إذا خشي الفتنة ومنعه والداه من الزواج فهل له أن يتزوج سرا

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب أعزب عمري 23 عاما قدمت إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ خمس سنوات وحاليا أدرس الطب وسوف أتخرج ـ إن شاء الله ـ بعد عامين ونيف، أقيم في هذا البلد إقامة دائمة ولا أعتقد أنني سأعود إلى ديار الإسلام قبل بضع سنوات على الأقل ـ إن عدت ـ ألِحُّ على والديّ بالزواج كثيرا وبدأت ألح بشكل أكبر مؤخرا حيث أخشى على نفسي من معصية الله ـ وقد اقترفت شيئا من الصغائر ونادم عليه، ولكنني أبتعد عن الكبائر ـ حيث إن وضعي الدراسي في جامعة مختلطة وضرورة الاحتكاك بالنساء كثيرا وبحكم دراستي للطب وانكشاف النساء عليّ ووضع البلد الذي يشجع على الفساد وعيشي هنا منفردا كلها تسبب ضغوطا عليّ تجعلني لا أرى حلا إلا بالزواج، ومع ذلك، فإن والداي يريانني صغيرا على ذلك ويعدانني بالزواج بعد أن أتخرج ويحثانني على الصبر الآن والالتجاء إلى الله بالدعاء وقراءة القرآن وشغل نفسي بما يفيد، علما بأن وضع العائلة المادي ليس جيدا ووضعي المادي ـ أيضا ـ ليس جيدا، ولكنني أعتقد أنني أستطيع أن أعيل زوجتي في حال الزواج ولكن الأهل يعتقدون أن سني ووضعنا المادي إضافة لكوني ما زلت طالبا كلها أشياء تمنع من الزواج، ولكي لا أطيل فسؤالي هو في ضوء ما شرحته: هل يتحمل والداي مسؤولية تزويجي وإلا فإنهما مسئولان أمام الله؟ أم أنني يجب أن أصبر حتى تخرجي كما يحثانني؟ وهل في حال استمر رفضهما يجوز لي أن أتزوج في أميركا بالسر لكي أعف نفسي؟. أفيدوني جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمذهب جمهور الفقهاء أنه لا يجب على الأب تزويج ابنه الذي لا مال له خلافا للحنابلة الذين ذهبوا إلى وجوب ذلك عليه، وراجع في هذا الفتويين رقم: 27231ورقم: 23574ومذهب الجمهور هو المرجح عندنا.

وما ذكرنا من خلاف إنما هو في حال قدرة الأب على تزويجه، وأما إن لم يكن قادرا على ذلك فلا يجب عليه تزويجه في قول الجميع، قال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}.

وإذا كنت تخشى على نفسك الفتنة، وكنت قادرا على مؤنة النكاح، أو وجدت من ترضى بحالك فإنه يجب في حقك وطاعة الوالدين إنما تجب في المعروف، وليس من المعروف طاعة الوالدين فيما فيه ضرر على ولدهما، وراجع الفتوى رقم: 63267فيجوز لك الزواج من غير علم والديك، أو رضاهما، واجتهد في التوفيق بين دراستك وكسب العيش لإعالة أسرتك. 

وما دامت هذه الجامعة مختلطة فيجب عليك الحذر من الاختلاط بالفتيات قدر الإمكان، وليقتصر وجودك في الجامعة على قدر الضرورة والحاجة ومفارقتها عندما لا تكون هناك ضرورة، وللأهمية انظر الفتوى رقم: 5310.

  والله أعلم.