عنوان الفتوى : الموظف إذا قام بما وكل به حل راتبه
أنا أعمل في وزارة حكومية وكنت مشغولة جدا بمهام العمل وكنت لا أقصر ومبسوطة في عملي إلى أن جاءنا مسئول وغير النظام في الإدارة فأصبحنا في القسم نعاني من البطالة المقنعة وصرنا نقضي وقتنا في الأنترنت وقراءة القرآن والأحاديث مع المقدار القليل جدا من العمل، فكيف نعرف أن رزقنا حلال؟ مع العلم أننا نتمنى أن نجد أعمالا توكل إلينا حتى لا نعاني من الملل القاتل في العمل، وعلى من يقع الذنب إذا كان هناك ذنب؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالموظف يعتبر أجيراً خاصاً، والأجير الخاص إذا سلم نفسه للمستأجر ولم يمتنع عن العمل استحق الأجرة كاملة، سواء وُجد عمل، أو لم يوجد، والواجب عليه أن يلتزم بالحضور في الأوقات المحددة من جهة عمله وأن يقوم بأداء ما أنيط به من أعمال ـ إن وجدت ـ بأمانة وإحسان، فإذا قام بذلك فقد برئت ذمته وطاب كسبه، ولا حرج عليه بعد ذلك إذا استغل أوقات الفراغ أثناء عمله في منفعة خاصة، ما دام ذلك لا يشغله عن ما وكل إليه من عمل، وراجعي تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 130767، وما أحيل عليه فيها.
وأما بالنسبة للمسئول الجديد: فإن عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمِّلتم، فكلٌّ مطالب بأداء عمله على وجه الأمانة وإنما تقع المسئولية على المرء بحسب منصبه ومركزه الوظيفي، وعلى وجه العموم فكل راع مسئول عن من تحت يده من الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.