عنوان الفتوى : حكم مراسلة النساء بقصد دعوتهن إلى الله
مبروك عليكم هذه العشر من ذي الحجة، وأسأل الله العلي القدير أن يجعلها لنا ولكم مليئة بالطاعة قولا وفعلا وعملا إنه سميع الدعاء، شيخنا الفاضل: ما رأيكم في الرجل الذي يجاري النساء اللواتي يطلبنه في الهاتف، أو عبر البريد الإلكتروني، أو المسنجر ـ يمشي معهن في الخط كما يقولون ـ حتى يوقفهن أمام أمر الواقع ويبين لهن النتائج السلبية لمثل تصرفهن وتصرفه إن قبل دعوتهن؟ وهل هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة النساء الطائشات إلى الله عز وجل؟ فهذا الرجل يا سيدي: كتب خاطرة مضمونها أنه ينادي أنثى ويقول لها: انتظرتك، انتظرتك أبدا يا عيني، ما جفيتك، أنا حبيتك بلساني، ناديتك عرش قلبي، لك وحدك هديتك، إلى آخرهذا الكلام ـ ونشره على موقعه في الفيسبوك وعرف مجموعة من النساء اللواتي في قائمة صداقته ـ أي نشر القصيدة على حائطهن ـ فتأتي كل واحدة وتبدأ بالتعليق على ما كتب، فواحدة تقول: الله الله على الأحاسيس الناعمة، وأخرى تقول هذا كلام رائع وراعيه أروع، إلى آخره ـ ولما سئل لماذا فعل ذلك؟ أجاب أن خاطرته بنيت على خيال وأماني وطموحات تمنى أن تكون في زوجة تحاكي مشاعره وأحاسيسه ووجدانه وتكون له شريكة وشطرية قلب وروح وجسد، مع العلم أنه متزوج وله أطفال وتجاوز سنه السادسة والأربعين وسؤالي هو: هل يجوز لمن يجاري النساء عبر جميع وسائل الاتصال كي يدعوهن إلى الله أن ينشر خواطر كالتي ذكرت؟ ولعل آخر قصيدة كتبها وعرف فيها بعض أصدقائه كانت سببا رئيسياً في أن إحدى الأخوات ـ التي لم أر منها إلا الصلاح ـ نشرت هي الأخرى قصيدة تجيبه فيها ومضمونها كان كله عشق وهيام.سامحوني شيخنا الفاضل على هذه الإطالة، وأناشدكم الله ثم أتمنى منكم أن تجيبوا على أسئلتي، لأنني أرى تناقضات لا أريد أن أتأكد منها حتى تجيبوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يقوم به هذا الرجل من مراسلة النساء على هذا النحو غير جائز وهو باب شر وفساد، ولا ندري ما علاقة الدعوة إلى الله بهذا المجون والعبث؟ والواجب على هذا الرجل أن يتقي الله ويتوب إليه ويكف عن مراسلة النساء الأجنبيات والتواصل معهن على هذا الوجه المحرم، ويشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه، وإن كان يريد أن يدعو إلى الله فليتعلم علم الشرع ويسلك الوسائل المشروعة للدعوة إلى الله، وانظري الفتوى رقم: 30484.
وننبه إلى وجوب الحذر من مخاطر الشبكة العنكبوتية، ولا سيّما حيث اشتدت الفتن وكثر الفساد، وانظري الفتوى رقم: 119236
والله أعلم.