عنوان الفتوى : إرشادات للزوجة المتضررة من إساءات زوجها وأهله

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

زوجي ضربني وأهانني وسبني بسبب أهله فهم دائماً يتشاجرون معي ويفتعلون الخلافات ويحاولون تشويه صورتي أمام زوجي، والكارثة أنه يتأثر بهم كثيراً تحت ادعاء أنه يخشى الله، فهل من يخشى الله ويتقه يطيع أبويه وإخوته الذين منهم من يفتعل الخلافات بيني وبينه، بل ويوسوس لأبيه وأمه أن يهينوني أمامه وأمام زوجته حتى يرضون، والآخر الذي تعدى علي بالضرب عندما سبتني أمه وأنا أعاتبها كأني ابنتها بكل أدب فما كان منها إلا أن سبتني فقام بضربي وأنا حامل بابنتي ذلك العام على كتفي وقام بسبي بأفظع الشتائم ولم يحسنوا جيرتي، بل كانوا دائمي السباب وتوسيخ الملابس التي أنشرها، وغيرها مواقف كثيرة كثيرة سيئة؟ وأنا أصبر تارة وأغضب تارة وأترك البيت له ولهم تارة أخرى وبرغم سعة حال أهلي إلا أنهم كانوا يرغمونني على الرجوع حتى لا يتحطم البيت فظللت على ذلك 5 سنوات كاملة وأنا في عذاب وبعدها سافر زوجي للعمل في دولة عربية وسافرت وأقمت معه أنا وأولادى وخلال ست سنوات أخرى أصبح كل هم زوجي أن يعيدني لأتعامل مع أهله مرة أخرى وهم الذين لا يصلون الرحم ولا يسألون عن أطفالي وأنا مقيمة عند والدي سنة كاملة وفي كل إجازة يقيم الدنيا حتى أذهب لزيارتهم، ولكنني أرفض وأطلب الطلاق فيتدخل أقاربي ويثنونني عن موقفي وأعود معه وفي كل إجازة تتكرر المأساة حتى أرغمني وبعد إهانات ومشاكل كدت أفقد فيها حياتي وحياة جنيني ذهبت حتى أرضيه ولم أتحدث معهم فيما مضى، بل وحثثته على أن يحجج أمه على نفقته واستضفتها فى بيتي فما كان منها إلا أن ردت لي الجميل كالمعتاد بافتعال الخلافات والسباب فتحملت وقلت في سبيل الله فهي في غربة وضيفتي ويجب أن أتحمل، بل وأكثر من ذلك كنت عندما تمرض في السابق فأنا الوحيدة من زوجات أولادها التي أمرضها وأرعاها وهي حينما أتت للحج كنت على وشك الوضع ورفضت أن تظل حتى ترعى أطفالي وأنا في فترة الوضع ومع ذلك لم ألمها، ولكن في هذه الإجازة صمم زوجي أن نقضيها فى شقتنا في بيت والده وبرغم محاولاتي العديدة والمميتة أن أثنيه عن تلك الفكرة إلا إنه صمم ويا ليته ما فعل فما كان من زوجة أخيه إلا أن ألقت بالزجاجات على رأسي وأنا أنشر الملابس ولم يحرك أحد ساكنا ـ لا زوجي ولا أبويه ـ فتركت له البيت دون أن أعاتب أحدا، أو أشتكيه، وعندما أرغمني على العودة بحجة أن أقضي معه هذا العام وبعدها يعيدني إلى بلدي وننفصل، فما كان من زوجة أخيه إلا أن ألقت على ملابسي المنشورة مادة تخرب اللون وعندما شكوت له وقلت إن هذا لا يرضي الله لم يسمعني ولم يهتم لشأني وبعد أن راجع نفسه أخيراً اشتكى لأمه التي نفت وأنكرت أن تكون هي من فعلت ذلك، مع العلم أنه لا أحد يسكن غيرها وما كان من أمه إلا أن قولتني كلاما لم أقله وأفعالا لم أفعلها حتى تدافع عن زوجة ابنها الأخرى وسبتني أنا وأبي في وجود أمي وعندما ثرت أخيراً بعد 11 عاما من الهوان ضربني أمام أمه وأبيه وسبني بأفظع السباب في أبي وأمي فتركت له البيت، ولظروف دراسة أولادي اضطررت أن أعود له، ولكنني كارهة له ولأبي الذي أرغمني على العودة له مراراً وتكراراً برغم سلبيته، وسؤالي: وأعتذر عن الإطالة ـ هل لوالده وإخوته حق الاحترام ولا احترام لزوجته التي عانت معه سنين حتى بنى نفسه بمساعدتها ومساعدة أهلها؟ وهل يجوز له التفريط فى حقي وكرامتي وإهانتي وأنا لا أقدر على العيش معه؟ وهل حرام ما أشعر به نحوه وليسامحنى الله؟ فأنا أكره معاشرته، ولكنني لا أمنع نفسي عنه خشية أن أغضب الله، ولكن نفسي تكره معاشرته، بل وأنتظر مرور العام الذي اتفقنا عليه حتى أحصل على حريتي؟ أفتوني في أمري وأرجو الله أن تعينوني فى محنتي، وللعلم فإن أهلي الذين كانوا يرغمونني على العودة إليه حتى لا يهدم البيت ولخاطر الأطفال هم الآن موقنون بأنني صاحبة حق، بل وتغيرت نظرتهم إليه وخاصة بعد أن رأت أمي بعينها أمه وهي تسبني وتتطاول علي برغم عدم رد أمي عليها، وزوجي يراني أنا المخطئة، لأنني ثرت حينما سمعت الكذب والافتراءات التى تروجها أمه وحسبى الله ونعم الوكيل على كل من آذاني.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أهم مقاصد الإسلام في المجتمع المسلم أن تسود بين أفراده الألفة والمودة، وكلما وجدت علاقة خاصة كان ذلك أدعى لتحقق مثل هذا المقصد، فينبغي أن تسود مثل هذه المعاني بين الزوج وزوجته وبين الأصهار ولا يدعون مجالاً للشيطان لينزغ بينهم، قال الله تعالى: قُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا. { الإسراء: 53}.

وروى مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم.

فما ذكرت من أذى أهل زوجك لك - إن ثبت - فهو أمر مؤسف ويدل على حمق وسوء خلق، ويجب على زوجك أن يمنع عنك أذاهم لا أن يكون سبباً في أذاك ـ أيضاً ـ وينبغي أن يجتهد في الإصلاح بينك وبينهم، ففي ذلك خير للجميع، وأما إن استمر الحال على ما هو عليه فقد يكون لذلك آثاره السيئة وخاصة على الأولاد، فإن رؤيتهم مثل هذه الممارسات قد يؤدي بهم إلى الوقوع في شيء من العقوق، أو قطيعة الرحم، أو غير ذلك، فالواجب على الجميع أن يتقوا الله تعالى.

وأما حكم إهانته لك وما ينبغي فعله تجاه ذلك: فراجعي الفتوى رقم: 32384، والفتوى رقم: 9560.

ولا تأثم الزوجة بما تشعر به من كره لزوجها بسبب تصرفاته السيئة ضدها، وكذا الحال بالنسبة لكرهها لتصرفات والدها، ولكن لا يجوز أن يكون ذلك سبباً للوقوع فيما لا يرضاه الشرع من منع الزوج شيئاً من حقه أو عقوق الوالد ونحو ذلك، وانظر الفتوى رقم: 26911.

وإذا كانت الزوجة متضررة ببقائها مع زوجها فلها الحق في أن تطلب منه الطلاق، كما بينا في الفتوى رقم: 69158.

ولا يجوز لوالديها، أو أحدهما إرغامها على البقاء في عصمته، ولا تجب طاعة الوالدين فيما فيه ضرر على الولد، كما هو مبين في الفتوى رقم: 76303.

ومع هذا، فإننا ننصحها بالتريث في أمر الطلاق حتى تتبين إن كانت المصلحة في الطلاق أم في الصبر والبقاء. عسى الله أن يوفق إلى الخير والصلاح.

والله أعلم.