عنوان الفتوى : حكم رفض أهل الفتاة للخاطب إذا كان كفؤا ورضيت به
أريد معرفة رأيكم في الموضوع الذي أطرحه الآن. أنا أعرف شخصا منذ خمس سنين، وهذا الشخص ذو كفاءة، وعلى أخلاق ودين، وإني أحبه ومتعلقة به، وهو كذلك. تقدم هذا الشخص لخطبتي من سنتين وأجلت أمي الموضوع بحجة أن أختي مخطوبة ومشغولة بها وبزواجها. وبعد سنة رجع تقدم لي مرة أخرى، وأجلت أمي الموضوع بحجة مرض أخي وأنها مشغولة. وتقدم لي مرة ثالثة، وتمت الموافقة المبدئية، ولكن أهلي كانوا مترددين، واستمر الموضوع وأصبح هناك زيارات وأهلي وافقوا وقمنا بعمل فحص الزواج، ولما أصبح الموضوع جديا اختلف أهلي وأهله على المهر، وأصبح هناك سوء تفاهم من جهة أهلي، ولم يعطوا لأهله الفرصة لإصلاح الموضوع وأصبح أهلي (أمي وأبي وجدتي وخالي) يتكلمون عنهم بالسوء بين الناس على رغم محاولة أهله الكثيرة لإصلاح الموضوع، وأنا أعرف أهله كثيرا وأنهم أناس طيبون حاول أهله إصلاح الموضوع مرتين بطريقة مباشرة من الأم ومن الشاب وأهلي رفضوا، ويزدادون عنادا ويقولون بأنه ليس من نصيبك، ولو كان من نصيبك لاستمر الموضوع، وأصبح أهلي يعاملونني معامله سيئة؛ لأنني متمسكة بهذا الشخص، ويهددونني بتزويجي غصبا عني، ومنعي من الذهاب للجامعة، وتقدم لي شخص آخر ورفضت رؤيته ولقد غصبني أهلي لرؤيته، وتم بعدها الرفض أنا لا استطيع أن أتخلى عن هذا الشخص ولا أتخيل نفسي مع شخص ثان على الرغم من أنني استخرت كثيرا، وكل مرة أكون مرتاحة لهذا الشخص ومتمسكة به. ماذا أفعل ما هو الحل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن ما يعرف بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات أمر لا يقرّه الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام ، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1769.
لكن إن كان هذا الشاب كفؤا لك فلا حق لأهلك في منع زواجك منه ، فقد سبق أن بينا أن الخاطب إذا كان كفؤا ورضيت به المرأة فليس من حق الولي أن يمنعها من الزواج منه ، وإلا كان عاضلا لها. وفي هذه الحال يحقّ للمرأة رفع أمرها للقاضي ليزوجها أو يأمر وليّها بتزويجها ، كما في الفتوى رقم : 79908.
كما بينا أنه لا يجوز إجبار البالغة العاقلة على الزواج بمن لا تريد، كما في الفتوى رقم : 31582.
فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع أهلك وتجتهدي في إقناعهم بالموافقة على زواجك من هذا الشاب، ويمكنك أن تستعيني ببعض الأقارب أو غيرهم من الصالحين ممن يقبلون قولهم، فإن أصروا على الرفض فلك أن ترفعي الأمر للمحكمة الشرعية، لكن ننبهك إلى أن حق والديك عليك عظيم ومهما كان منهم فإن حقهم في البر لا يسقط بحال.
والله أعلم.