عنوان الفتوى : حكم الحصول على جنسية من بلد غير إسلامي
أنا عربي مسلم أعيش منذ أربع سنوات في بلد أوروبي وأرغب في طلب الجنسية من هذا البلد بعد أن تحصلت على شهادة مهندس إعلامي فيه ومن ثم على عمل وذلك للأسباب التالية : أولا: في هذا البلد أعيش بشكل أفضل مما يمكن أن يتوفر لي في بلدي الأصلي وذلك في عدة مجالات : ماديا، صحيا، ثقافيا، علميا،... كما أني أشعر بحرية أكبر في أداء عباداتي مما كنت عليه في بلدي الأصلي ذلك أن في بلدي الأصلي يضايق المتدين في مواضع عدة كمضايقة المرأة المتحجبة في العمل وفي المدارس والجامعات، وكذلك مرتادو المساجد أحيانا، كما أن الظروف العامة في بلدي الأصلي تدفع المرء لارتكاب قدر من المخالفات يسهل تجنبها في هذا البلد الأوروبي فانتشار الرشوة مثلا جعل الحصول على حقوقي مرهونا بدفع الرشوة أحيانا في بلدي الأصلي. إضافة إلى هذا كله فانتشار الفساد وسوء الخلق في بلدي الأصلي جعلني لا أشعر بالأمان فيه، وأحيانا أجد نفسي بين خيار الإساءة للناس أو التنازل عن حقوقي وهذا لا وجود له في هذا البلد الأوروبي حيث لا يهتم الناس إلا بشؤونهم، يحترمون حقوق الآخرين ويؤدون واجباتهم.. أيضا المساجد مراقبة في بلدي الأصلي فلا أشعر بالأمن في المسجد هناك، كما أن الأئمة معينون من الحكومة لقول ما يملى عليهم فقط وليس لديهم علم يخول لهم تعليم الناس دينهم، والحال أفضل بكثير في هذا البلد الأوروبي. مع هذا كله أرغب في الحصول على هذه الجنسية أيضا من أجل تسهيل تنقلاتي للخارج ولضمان القدرة على العودة إلى هذا البلد إن غادرته لبعض الوقت عوضا عن طلب تأشيرة من جديد. كما أن في بلدي الأصلي يضايق أصحاب هذه الجنسية الأوروبية أقل بكثير ممن لا يملكونها. ثم إن الحصول على هذه الجنسية سييسر لي العديد من المعاملات ويمكنني من حقوق ما كنت لأنالها في هذا البلد من دون هذه الجنسية. أحب أن أوضح أيضا أن ما يجعلني أرغب بطلب الجنسية هو ما ذكرت فحسب، وليس بي أية رغبة في الانتماء إلى هذا البلد ومصاحبة أهله من دون المسلمين، فعدد المسلمين في هذا البلد يغنيني عن ذلك مع العلم أيضا أن في هذا البلد لست مجبرا على أداء الخدمة العسكرية إن نلت الجنسية. ولو كان الحصول على جنسية بلد إسلامي كبلدان الخليج بنفس سهولة نيلها في هذا البلد لما فكرت لحظة واحدة في طلب هذه الجنسية . أرجو أن تفتوني هل يجوز لي مع كل ما ذكرت أن أطلب الجنسية من هذا البلد الغير مسلم؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الواقع كما ذكر السائل عن بلده وعن البلد الذي يريد التجنس بجنسيته فلا حرج إن شاء الله في أخذه الجنسية، مع ضرورة حفاظه على هويته الإسلامية والتمسك بشعائر دينه في نفسه وفي من يعول، وراجع للفائدة عن ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 123082، 140410، 130798.
والله أعلم.