عنوان الفتوى : رفع الصابئين في المائدة ونصبها في البقرة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما وجه رفع (الصبئين) الصابئين في المائدة، ونصبها في البقرة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :-

أما نصبها في سورة البقرة فظاهر ، فهي معطوفة على اسم إن المنصوب، وأما رفعها في سورة المائدة، فيوضح سبب ذلك الإمام النسفي فيقول :- قال سيبويه وجميع البصريين : رفع: «الصابئون» بالابتداء وخبره محذوف والنية به التأخير عما في حيز «إن» من اسمها وخبرها كأنه قيل : إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى { من آمن باللّهِ واليومِ الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون } والصابئون كذلك أي من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم، فقدم وحذف الخبر كقوله:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله … فإني وقيار بها لغريب

أي فإني لغريب وقيار كذلك ، ودل اللام على أنه خبر «إن» ولا يرتفع بالعطف على محل «إن» واسمها لأن ذلك لا يصح قبل الفراغ من الخبر، لا تقول «إن زيداً وعمرو منطلقان» وإنما يجوز «إن زيداً منطلق وعمرو» ، والصابئون مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله «إن الذين آمنوا» إلى آخره ، ولا محل لها كما لا محل للتي عطفت عليها، وفائدة التقديم التنبيه على أن الصابئين، وهم أبين هؤلاء المعدودين ضلالاً، وأشدهم غياً، يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان فما الظن بغيرهم!

والله أعلم.

حرر هذه الفتوى حامد العطار عضو لجنة تحرير الفتوى بالموقع.